للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما بئس وبئسما فإنه جمع فيه بين اللغتين فَتَرْكُ الهمز لغةُ أهل الحجاز، وكان أبو عمروٍ يحكيه عن فصحاء العرب، والتحقيق لغة قيسٍ وتميمٍ، وهذا كلُّه بعد الاعتماد على النقل، وبئْسَ عند البصريين فعلٌ ماضٍ وأصله بَئِسَ ثم خُفِّفَ كما قيل: فَخْذ.

١٠ - وفي لُؤْلؤٍ في العُرْفِ والنُّكرِ شُعْبَةٌ … ويَألِتُكُمُ الدُّوري والابدَالُ يُجْتَلى

أي: وتابعه في {لؤلؤ} (١) أبو بكر، فأبدل الهمزة الساكنة لاجتماع همزتين في كلمة طلباً للتخفيف.

«ويألتكم الدوري» يعني أنه قرأ بهمزة ساكنة وهو من ألَتَ يَأْلِتُ (٢)، «والابدال يجتلى» لأنه أصله فجرى عليه، وفيه لغةٌ أخرى وهي لاتَ يَلِيتُ، وعليها قراءة الباقين، ومعنى يجتلى أي: يكشف.

١١ - ووَرْشٌ لِئَلا والنَّسِئُ بِيَائِه … وَأَدْغَمَ في يَاءِ النَّسيء فَثَقَّلا

لئلا أصله لأن لا، ثم أدغم كما أدغم عما ومما، فصار لألا، ثم خفف الهمز بأن قلب ياء على ما تقرر في المفتوحة المكسور ما قبلها فصار لِيَلا، ثم كتب على لفظ التخفيف، واتبع ورش في قراءته رسمه، وأما النسي فهو مصدر كالنذير والنكير من أَنْسَأْتَ بمعنى أَخَّرْتَ.

وقراءة ورش على إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء التي قبلها فيها كما تقول في: هنيء هني، وفي خطيئة خطية، والهاء في «بيائه» عائدة على الهمزة في لئلا والنسيء وأدغم في ياء النسيء.


(١) الآية (٢٤) من سورة الطور.
(٢) اللسان (ألت) ٢/ ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>