للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٤ - وَإِثْمٌ كَبِيرٌ شَاعَ بِالثَّا مُثَلَّثَاً … وَغَيْرُهُمَا بالبَاءِ نُقْطَةٌ اسْفَلا

أشار بقوله: «شاع» إلى تواتر النقل فيه لأنَّ من تقدم أخذ يحتج لهذا ويقدم بعضاً على بعض فقال قوم: قراءة (كثيرٍ) أولى لأنَّ شارب الخمر يهجو وينطق بالفحشاء والكفر، ويرتكب المناهي، ويترك ما أُمِر به فوجب أن يوصف الإثم بالكثرة قالوا: ويدل على ذلك قوله {ومَنَفِعُ للنَّاس} (١) فقابل بالجمع الجمع والجمع يُوصف بالكثرة، قالوا: وقد قال الله تعالى: {ذكْرَاً كثيراً} (٢)، وقال: {وادْعُوا ثُبوراً كَثيراً} (٣).

قالوا: ووصفُ الإثم بالكثرة أبلغ مِنْ وصْفِهِ بالكِبْر، وقال آخرون قراءة الباء أولى واحتجُّوا بقوله عز وجل: {وإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} (٤) ولم يقل: (أكثر)، وبقوله -عز وجل-: {إِنَّه كَان حُوبَاً كَبِيرَاً} (٥) قالوا: وكما يقال:/ إثم صغير كذلك يقال: كبير وكما لا يقال: إثم قليل كذلك لا يقال: كثير.

قالوا: والعلماء يقولون (٦): كبائر الآثام وصغائرها؛ فقال لهم الأولون: إنما قال وإثمها أكبر لأنَّ الإثم الثاني واحد والأول بمعنى الآثام فحسن في الأول كثير لكثرته ولم يحسن في الثاني لقلَّتِه في المعنى، وهذا كله كما تراه غَلَطٌ


(١) الآية ٢١٩ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٤١ من سورة الأحزاب.
(٣) الآية ١٤ من سورة الفرقان.
(٤) الآية ٢١٩ من سورة البقرة.
(٥) الآية ٢ من سورة النساء.
(٦) انظر: الحجة ٢/ ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>