للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وَإِدْغامُ ذِي التَّحْرِيمِ طَلَّقَكُنَّ قُلْ … أَحَقُّ وَبِالتَّأْنِيثِ وَالجَمْعِ أُثْقِلا

قال الشيخ رحمه الله: واللفظ محتملٌ لأنَّ قوله يلزم أبا عمروٍ إدغامه، يحتمل أنَّ أباعمروٍ أدغمه، لأنَّ إدغامه لازمٌ له على أصله، وإذا احتمل فكيف يُقطع بأنه لم يرو عنه إدغامه، وكان ابن مجاهدٍ يظهره ووجهه استثقال ثلاثة أحرفٍ مُضَعَّفة في كلمةٍ، وإدغامه أقيس لثِقَلِ الجمعِ، وثِقَلِ التأنيث، وإذا ثَقُل من وجهين فالأَوْلى تخفيفه بالإدغام.

أراد {عَسَى ربُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} (١)، رُوِي عن اليزيدي أنه قال: يلزم أبا عمروٍ إدغامه، وإليه أشار بقوله: «أحق»؛ فقال قائلون: هذا دليل على أنه لم يرو عن أبي عمروٍ إدغامه.

٥ - ومَهْمَا يَكُونَا كِلْمَتين فَمُدْغِمٌ … أَوَائِلَ كِلْمِ البَيتِ بَعْدُ عَلَى الوِلا

يقول: مهما يكونا كلمتين تقارب فيهما حرفان فَأدْغِم من ذلك الحروف الأوائل في كلمات البيت اللاتي مايقاربها، وسيذكر فيما يدغم كل حرفٍ منها، وهي هذه الأحرف.

٦ - شِفَا لم تَضِقْ نَفْسَاً بِهَا رُمْ دَوَا ضَنٍ … ثَوَى كَانَ ذَا حُسْنٍ سَآى مِنْه قَدْ جَلا

جرى في هذا البيت ونحوه على عادة من سبق في التضمين، وشفا اسم امرأة، وقد سمَّتْ به العربُ النساءَ، وعنى واحدةً من نساءِ الآخرةِ، ولم يُنَوِّنْه للعلمية والتأنيث، ويجوز أن يَمْتنعَ من الصرف بعلةٍ واحدةٍ على رأي الكوفيين وهي التأنيث إذا قلنا لا علمية، أو تكون وصلاً بنية الوقفِ فحذفَ التنوينَ للوقف، وعليه قُرئ {يُعَذِّب مَنْ يشآء} (٢).


(١) الآية (٥) من سورة التحريم.
(٢) الآية (٤٠) من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>