للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وكذلك ذكر النقاش في كتابه قال: هكذا قرأتُ على أبي ربيعة في رواية ابن أبي بزة، وقرأ أبو عمروٍ والله أعلمُ على أبي الفتح، وابن غلبون وغيرِهِما للبزي مثلَ الجماعة وكُتُبُهُم تشهدُ بذلك، وهي في المصحف {ولا تَاْيْئَسُوا}، {إنه لا يَاْيئَسُ}، {أفَلَمْ يَاْيئَس}.

١٢ - ويُوحَى إِلَيْهِمْ كَسْرُ حَاءِ جَمِيعِهَا … ونُونٌ عُلاً يُوحَى إِلَيْهِ شَذَاً عَلا

هاهنا موضعٌ وفي النحل مثلُه (١)، وفي الأنبياء موضعانِ الثاني منهما {إلا يوحى إليه} (٢)، فكل ما في هذا البيت من التفسير مفهومٌ وقد سبق مثلُهُ.

١٣ - وثَانِيَ نُنْجِي احْذِفْ وشَدِّدْ وحَرِّكَاً … كَذَا نَلْ وخَفِّفْ كُذِّبَّوا ثَابِتَاً تَلا

فنُجي على لفظ الماضي المبني للمفعول، والرسم في أكثر المصاحف (٣) كذلك بنونٍ واحدةٍ هذا قول مكيٌّ (٤)، وقال أبو عمروٍ: إنَّ المصاحفَ مُتَّفِقَةٌ على ذلك.

وإنما قال: «ثابتا تلا» لأنهم زعموا أنَّ عائشة رضي الله عنها أنكرت القراءة بالتخفيف، وقالت: معاذ الله لم تكن الرُّسلُ لتظنَّ ذلك بربها (٥).

ورُوي عن ابن عباسٍ (٦) وظنُّوا حين غُلِبُوا وضَعُفُوا أنهم قد أُخْلِفُوا ما وُعِدُوا به من النَّصْرِ، وقال: كانوا بشراً، وتلا: {وزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} (٧)، ولكن ليطمئنَّ قلبي أنَّ ابني من أهلي.


(١)، (٤٣).
(٢) الآية ٢٥ من سورة الأنبياء.
(٣) انظر: المقنع ص ٨٦.
(٤) الكشف ٢/ ١٧.
(٥) انظر: تفسير الطبري ١٦/ ٣٠٧.
(٦) انظر: تفسير الطبري ١٦/ ٣٠٧.
(٧) الآية ٢١٤ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>