للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواقعة {فَظَّلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} (١) قال: وذلك قياس قول أبي ربيعة (٢).

٩٢ - نِعِمَّا مَعَاً في النُّونِ فَتْحٌ كَمَا شَفَا … وإِخْفَاءُ كَسْرِ العَينِ صِيغِ بِهِ حُلا

«معاً» يعني هاهنا وفي النساء {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ به} (٣) وفيها أربع لغات نِعِم ونَعِم بفتح النون وكسر العين وبكسرهما، وبإسكان العين مع فتح النون وكسرها.

وقوله: «وإخفاء كسر العين صيغ به حلا» من محاسن الكلام، وقوله: «كما شفا» أشار به إلى أنَّ هذه القراءة جاءت على الأصل فإنَّ الأصل فيه نَعِم بفتح النون وكسر العين، ومَنْ كسرهما فعلى الإتباع لكسرة العين؛ وهي لغة هُذيل وهم إذا كان عين الفعل حرفَ حَلْقٍ وهو مكسورٌ يكسرون ما قبله إتْباعاً له يقولون: شِهِد، ولِعِب، ومن أخفى حركة العين فلأجل طلب الخفة ولم يُسَكِّن العين لئلا يجتمع ساكنان قال في التيسير (٤): ويجوز الإسكان وبذلك ورد النصُّ عنهم يعني أصحاب الإخفاء قال والأول أقيس.

وقال في غيره: والترجمة في الكتب بإسكان العين وهو جائزٌ مسموعٌ غير أنَّ أهل الأداء يأْبَوْنَهُ إذ هو جمعٌ بين ساكنين واختار أبو عبيدٍ الإسكان ولم يرو


(١) الآية ٦٥ من سورة الواقعة.
(٢) قال المحققون: ليس للبزي إلا التخفيف في هذين الموضعين والتشديد ليس من طريق التيسير، قال ابن الجزري: وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار اً والشاطبي تبعٌ لهما إذ لم يكونا من طرق كتابيهما وهذا موضعٌ يتعين التنبيه عليه ولايهتدي إليه إلا حذاق الأئمة الجامعين بين الرواية والدراية.
النشر ٢/ ٣٣٥.
(٣) الآية ٥٨ من سورة النساء.
(٤) التيسير/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>