للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأويله أنَّ الله تعالى أردف المسلمين بهم، قال: وكان مجاهد يفسِّرُ هذا مُمَدين، وهو تحقيق هذا المعنى.

«وعن قنبل يروي»، قال أبو عمرو (١): أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا ابن مجاهد، قال: قرأت على قنبلٍ بفتح الدَّال، قال: وهو وَهْمٌ.

٢ - ويُغْشِي سَمَا خِفَّاً وفِي ضَمِّهِ افْتَحُوا … وفي الكَسْرِ حَقًّا والنُّعاسَ ارْفَعُوا وِلا

إنما قال: «سما حقاً» لموافقته ما في آل عمران {يَغْشَى طَائِفةً مِنْكُم} (٢) و {يُغْشِيكم} (٣) و {يُغَشِّيكم} بمعنىً واحدٍ وهو مُسْنَدٌ إلى الله سبحانه، و (ولا) متابعة.

٣ - وتَخْفِيفُهُمْ في الأَوَّلِينَ هُنَا ولَـ … ـكِنِ اللهُ وارْفَعْ هَاءَهُ شَاعَ كُفَّلا

قد سبق الكلام على مثل هذا في البقرة (٤)، وكُفَّلا جمعُ كَافِل، وهو منصوبٌ على التمييز.

٤ - ومُوهِنُ بالتَّخْفِيفِ ذَاعَ وفِيهِ لَمْ … يُنَوَّنْ لِحَفْصٍ كَيدَ بِالخَفْضِ عَوَّلا

يقال: وهنتُ الشيء وأوهنتُهُ جعلته واهناً ضَعيفاً فمُوهِنُ ومُوَهِّنٌ بمعنىً واحدٍ، وفي مُوَهِّن توهينٌ بعد توهِين، والإضافة تخفيف، كقوله سبحانه وتعالى: {بَالِغَ الكَعْبَةِ} (٥)، والأصل التنوين في الحال والاستقبال، ومعنى ذاعَ انتشر.


(١) انظر: التيسير/ ١١٦.
(٢) الآية ١٥٤ من سورة آل عمران.
(٣) الآية ١١ من سورة الأنفال.
(٤) انظر: البيت رقم (٣٠) وقرأ حمزة والكسائي وابن عامرٍ {ولكن الله قتلهم} {ولكن الله رمى} تخفيف النون وبرفع الهاء من لفظ الجلالة في الموضعين.
(٥) الآية ٩٧ من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>