للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَنْ قرأ بالخطاب حَمَله على قوله قبله {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ مِنْكُم} (١) وما قبله من لفظ الخطاب، وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وأصحاب حمزة إذا قال {وما الله تَعْمَلُون} (٢) بالتاء، وإذا جاء وما ربك فهو بالياء، وليس هذا معتمد الفرق، وقول عبد الله محمولٌ على أنه وقع في قراءته كذلك، وإنما الفارق بينهما مع اتِّباع الأثر ما قبل الكلام من الغيبة والخطاب.

١٩ - خَطِيئَتُهُ التَّوْحِيدُ عَنْ غَيْرِ نَافِعٍ … وَلا يَعْبُدُونَ الغَيْبُ شَايَعَ دُخْلَلا

قوله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سيئةً وأحَطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} (٣) جواب لليهود حين {قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَة} (٤) أربعين يوماً عدد الأيام التي عُبِدَ فيها العجل أو سبعة أيام على قول، فقال الله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سيئةً} أي: كفر كما كفرتم، وأحاطت به خطيئته أي: سيئته إلا أنه خولف بين اللفظين.

وقيل: السيئة الشِّرْك، والخطيئة الكبيرة، وقيل: بعكس ذلك فإذا فهم هذا فمن قرأ بالتوحيد فإما أن يريد بالخطيئة السيئة المتقدمة، أو لأنها وإن انفردت فهي للجمع كما قال تعالى: {وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله} (٥) وفيها تشاكل اللفظين، ومَنْ قرأ بالجمع فعلى قولنا: السيئة والخطيئة الكفر، فمعنى


(١) الآية ٨٥ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٨٥ من سورة البقرة.
(٣) الآية ٨١ من سورة البقرة.
(٤) الآية ٨٠ من سورة البقرة.
(٥) الآية ٣٤ من سورة إبراهيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>