للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وبالفتح قرأت على أبي الفتح، وابن غلبون وهذا الخلاف منسوبٌ في القصيد إلى أبي عمروٍ دون الدوري والسوسي لما ذكرت، وكان شيخنا يقرئ بالإمالة له من طريق الدوري، وبالفتح من طريق السوسي وهو مسطورٌ في كتب الأئمة كذلك.

٤٢ - حِمَارِكَ وَالمحْرَابِ إِكْرَاهِهِنَّ وَالـ … ـحِمَارِ في الإكْرَامِ عِمْرَانَ مُثِّلا

أما إمالته {المِحْرَاب} (١) وما بعده فإنَّ سيبويه (٢) حكى أنهم لم يجعلوا الراء كحرف الاستعلاء في منع الإمالة، وحكى أنهم قالوا: عِمْرَان، وفِرَاش، وحِرَاب بالإمالة، فعلى هذا جازت إمالة المحراب للكسرة في أوله، فأما المخفوض فإنَّ الكسرتين اكتسبتها الألف فيه فقويت الإمالة وكذلك {إِكْرَاهِهِنَّ} (٣)، و {الإكْرَام} (٤).

٤٣ - وَكُلٌّ بخُلْفٍ لابنِ ذَكْوَانَ غَيْرَمَا … يُجَرُّ مِنْ المِحْرَابِ فَاعْلَمْ لِتَعْمَلا

روى الحافظ أبو عمروٍ الإمالة في جميع ذلك من قراءته على أبي الفتح، وروى الفتح في جميع ذلك إلا في {المِحْرَاب}؛ فإنه روى الإمالة فيه مخفوضاً وغيرمخفوضٍ من قراءته على الفارسي، عن النقاش، وروى بقراءته على ابن غلبون إمالة الراء {المِحْرَاب} إذا كان مخفوضاً، وهو موضعان في آل عمران (٥)، ومريم (٦)، وانفتح في البواقي؛ فهذا معنى قوله: «وكلٌّ بخلفٍ لابن ذكوان» البيت.


(١) الآية (٣٩) من سورة آل عمران.
(٢) الكتاب ٤/ ١٣٦.
(٣) الآية (٣٣) من سورة النور.
(٤) الآية (٢٧) من سورة الرحمن.
(٥) الآية (٣٩) من سورة آل عمران.
(٦) الآية (١١) من سورة مريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>