للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب مذهبهم في ياءات الإضافة]

١ - ولَيْسَتْ بِلامِ الفِعْلِ يَاءُ إِضَافَةٍ … وَمَا هِي مِنْ نَفْسِ الأُصُولِ فُتُشْكِلا

أي: هي زائدةٌ ليست من نفس الكلمة، ولا هي كالياء في الداعي والمنادي، ولاكالياء في أدري وألقي؛ فإنها في هذه لام الفعل بخلاف ياء الإضافة.

٢ - وَلَكِنَّهَاكَاليَاءِ وَالكَافِ كُلُّ مَا … تَلِيهِ يُرَى لِلهَاءِ وَالكَافِ مَدْخَلا

يقول: إنها مضاف إليها كالهاء في عليه، وكالكاف في عليك، وكذلك يحسن تقديرها في موضعهما ولشبهها بهما.

قلنا: إنَّ أصلها الحركة كما قلنا فيهما لأنَّ الاسم لايكون على حرفٍ واحدٍ ساكن، وقد قال قوم: إنَّ أصلها السكون لأنها مُعرَّاةٌ من الإعراب، وكل ما كان كذلك فهو ساكنٌ، وقيل: الفتح على إرادة الهاء كقولك: مالي وماليه، و الأول هو المعوَّل.

وإنما جاز فيها الإسكان ولم يجز في الكاف والهاء من أجل ثقل الحركة عليها لأنها ثقيلة في نفسها والحركة تزيد ثقلها، ولهذا المعنى تقلب ألفاً في حال تحركها وانفتاح ما قبلها، ولذلك حُرِّكت بالفتح دون الضمِّ والكسر لأنهما أثقل ولاسيما مع انكسار ما قبلها فلمالم يكن بدُّ من تقويتها بحركةٍ تُعينُ الفتح.

ومن العرب مَنْ حذفها اجتراءً بالكسرة قبلها مبالغة في التخفيف؛ فحجة من فتح أنه الأصل وأنَّ الفتح خفيف، وأنَّ العرب قد تأتي بهاء السكت في الوقف حرصاً على بقاء هذه الحركة فيها نحو {كِتَبِيَهْ} (١)، و {مَالِيَهْ} (٢)


(١) الآية (١٩) من سورة الحاقة.
(٢) الآية (٢٨) من سورة الحاقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>