للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله في ظلماته أضاف الظلمات إليه لأنها أعماله كما قال عليه السلام: «الظلم ظلماتٌ يوم القيامة» (١). أو لكونه فيها أي: في ظلمات القبر.

١٣ - هُنَالِكَ يَهْنِيه مَقِيلاً ورَوْضَةً … ومنْ أَجْلِهِ في ذِرْوَةِ العِزِ يُجْتَلا

هنالك يشار بها إلى أبعد البعد، والميت: بأبعد البعد كما قيل (٢):

بينا هو البين لا بين النوى زمناً … ولا الثقلُ من دَارٍ إلى دارِ

وكقوله (٣):

مَنْ كانَ بينكَ في الترابِ وبينَه … شِبَرانِ فهو بِغَايةِ البُعْدِ

وأصل المقيل: القائلة، ولا تكون إلا لصاحب مَقَرٍّ وذي مكانٍ وإمكان. فإن كان المقيل في ظلٍ ظليل وروضٍ أنيق فهو أبلغ في حسن الحال.

وذروة كل شيء: أعلاه تضم وتكسر، والجمع ذرا، والحال في ذروة العز ممتنع من كل آفةٍ، و «يجتلى» ينظر إليه بارزاً من قولك: اجتليت العروس: إذا نظرت إليها بارزةً في زينتها، وأصله الكشف: ومنه جلوت السيف، [وجلوت العروس جلواً، أو جلاءً: أبرزتها إلى زوجها] (٤).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ للقلوبِ صَدَأً كصَدَأِ الحديد وجلاؤهَا


(١) صحيح مسلم ٦/ ١٣٤.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) لايعرف قائله وهو في الدر المصون ٦/ ٣٨١.
(٤) مابين المعقوفتين سقط من (ت)

<<  <  ج: ص:  >  >>