للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - وَرُءْيَاي والرُّءْيَا وَمَرْضَاتِ كَيْفَمَا … أَتَى وَخَطَايَا مِثْلُهُ مُتَقَبَّلا

يقول: وتفرد الكسائي بإمالة رؤياي والرؤيا، واحترز بذلك من قوله في يوسف {رُءْيَاكَ} (١) و {رُءْيى} (٢) فُعْلى وألفها للتأنيث،/ وقد تقدم عليها وإنها تشبه المنقلبة عن الياء بعودها إلى الياء في التثنية، ولأنَّ التأنيث له الكسر والياء نحو: إليك وقومي، وأمال أيضاً مرضاة كيفما وقع نحو: {مَرْضَاتِي} (٣) {مَرْضَاتِ اللهِ} (٤) وهي مفعلة من الرضا فألفها ترجع إلى الياء في الجمع والتثنية نحو: مَرْضَيَان، ومَرْضَيات، فصارت بمنزلة ما هو من ذوات الياء لذلك.

وأما خطايا (٥) فألفها منقلبة عن ياء وهي عند الفراء وأصحابه جمع خَطِيَّة بغير همز كهدِيَّة وهدايا، وعند آخرين أصلها خطائي فأبدلت كسرة الهمزة فتحة فانقلبت الياء لتحركها وانفتاح ما قبلها ألفاً فصارت خطاءا فصارت كاجتماع ثلاث ألفات في كلمة موضعها، فاستثقلت الهمزة بين ألفين إذ هي من جنسها، فأبدلت ياءً فصارت خطايا.

وقيل: أصلها خطايئ بياءٍ مكسورة بعدها همزة فقلبت الكلمة بتقديم الهمزة موضع الياء وتأخير الياء موضعها فصارت خطائي بهمزة بعدها ياء، فأبدل من الياء ألفٌ استثقالاً لها كما أبدلوها في عذارى، فانتقلت الهمزة التي قبلها إلى الفتح من الكسر من أجل الألف فصارت خطاءا.


(١) الآية (٥) من سورة يوسف.
(٢) الآية (٤٣) من سورة يوسف.
(٣) الآية (١) من سورة الممتحنة.
(٤) الآية (٢٠٧) من سورة البقرة وغيرها.
(٥) انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري (مسألة خطايا).

<<  <  ج: ص:  >  >>