للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - بَدَأْتُ بِبِسْمِ اللهِ في النَّظْمِ أَوَّلا … تَبَارَكَ رَحْمَانَاً رَحِيمَاً وَمَوْئِلاً

كلُّ مُفْتَتِحٍ أمراً قائلاً: بسم الله مضمِراً بدأت، فَأظْهَرَه هاهنا، وإنما يحذف اختصاراً كما تقول: «الطريقَ» لِمَنْ حال بينك وبينه، أي: خلِّ عنه.

وقال قوم: الفعل المضمر مما يفتتح، فالقائم القائل بسم الله، أراد تعين لفظها، فأدخل على الباء باءً حرصاً على الإتيان بها، ولو قال: بدأت بسم الله لم يحصل (١) هذا المعنى، فصارت الباء الثانية، كأنها من نفس الكلمة، وهي مع الكلمة مجرورة بالباء الزائدة، ونُقل عن بعض العرب: بدأت بسم الله، وأبدأ بأن بسم الله لما ذكرته، وهذا بَيِّنٌ/ كقول الشاعر:

فلا والله لا يُلْفَى لِمَا بِي … ولا لِلما بهم أبداً دواء (٢)

ونصب «أولا» على الصفة أراد نظماً أولاً لأنه لم يسبق في هذا الباب إليه، أو على الظرف على أنه تام (٣)، كقولك: أبدأ به أولاً، وكقوله:

فسَاغَ لِي الشرابُ وكنتُ قَبلاً … أكادُ أَغَصُّ بالمَاءِ القُرَاحِ (٤)


(١) قوله: [يحصل] في (ف) [يحمل].
(٢) الشاهد أن اللام الثانية في قوله: [للما] مؤكدة للام الأولى، وهذا البيت من قصيدة لمسلم بن معبد الوالبي.
معاني القرآن للفراء ١/ ٦٨ - خزانة الأدب ٢/ ٢٦٧
(٣) أي: من غير أن ينوي بعده مضافاً إليه محذوفاً.
(٤) البيت لعبد الله بن يعرب، وهو في شرح ابن يعيش ٤/ ٨٨، والهمع ١/ ٢١٠ وقد روي هذا البيت [بالماء القراح] هنا، وأورده ابن هشام في شواهده [بالماء الفرات] برقم (٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>