للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالحكم كذلك إلا أنَّ الترقيق هاهنا أولى بمذهبه لاعتباره المساواة بين الألفاظ في رؤوس الآي، ولأنَّ الرواية في ذلك بإمالة بين بين، ولم تستثن الرواية من ذلك شيئاً، ألا تراه أمال في ذلك ذوات الواو في الأفعال والأسماء لعلة المساواة ولم يفعل ذلك فيها في غير رؤوس الآي، فهذا مما يقوي الترقيق هاهنا، ومن غلَّظ طرد القياس في نظائر ذلك، واحتجَّ بأنَّ الرواية وردت عنه مجملة من غير تمييز.

٥ - وَكُلٌّ لَدَى اسْمِ اللهِ مِنْ بَعْدِ كَسْرَةٍ … يُرَقِّقُهَا حَتَّى يَرُوقَ مُرَتَّلا

٦ - كَمَا فَخَّمُوا بَعْدَ فَتْحٍ وَضَمَّةٍ … فَتَمَّ نِظَامُ الشَّمْلِ وَصْلاً وَفَيْصَلا

يقول: إنهم أجمعوا على ترقيق اللام من اسم الله تعالى بعد الكسرة على كل حال نحو {للهِ} (١)، و {بِاللهِ} (٢)، و {بسْمِ اللهِ} (٣)، {وقْلِ الله} (٤)، و {قلِ الَّلهُمَّ} (٥)، ومن {يَشَأ اللهُ} (٦)، و {هَادِ الله} (٧)، ووافق ورش سائر القراء في ذلك ونصَّ ذلك عنه ابن أبي طيبة، ولم يخالفه في ذلك أحد من الرواة وأجمع على ذلك النحاة، وإنما رققت بعد الكسرة كراهة التصعُّدِ بعد التسفُّل واستثقالاً له.

وأجمع مَنْ ذكرته على تفخيمها بعد الفتحة والضمة نحو {قالَ


(١) الآية (٢) من سورة الفاتحة وغيرها.
(٢) الآية (٨) من سورة البقرة وغيرها.
(٣) الآية (١) من سورة الفاتحة.
(٤) الآية (٦٤) من سورة الأنعام وغيرها.
(٥) الآية (٢٦) من سورة آل عمران وغيرها.
(٦) الآية (٣٩) من سورة الأنعام.
(٧) الآية (٧) من سورة الرعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>