للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الأنفال]

١ - وفي مُرْدِفِينَ الدَّالَ يَفْتَحُ نَافِعٌ … وعَنْ قُنْبُلٍ يُرْوَى ولَيْسَ مُعَوَّلا

{مُرْدَفِين} (١) بفتح الدَّال لأنَّ الله تعالى أردف بعضَهم ببعض، فمردَفين مخفوضٌ على النعت لألفٍ من الملائكة، ويجوز أن يكون حالاً من الضمير في يمددكم، فيكون المؤمنون هم المردَفين، أردفهم الله بالملائكة، وبكسر الدَّال إن جعلناه نعتاً للملائكةِ فهم مُرْدِفُون بمعنى: مردِفُون غيرهم خلفهم يدُّل عليه ما في آل عمران، أو مردفين جائين بعدكم لنصركم، أو يأتون فرقةً بعد أخرى، يقال: ردِفَهُ وأرْدَفَهُ بمعنىً، قال الشاعر (٢):

إذا الجوزاءُ أردفت الثريا … ظننتُ بآل فاطمة الظُّنُونا

ويجوز أن يكون مردِفين بالكسر حالاً من المؤمنين كما سبق في الفتح، قال أبو عُبيدٍ رحمه الله، وفسَّرَهَا أبو عمروٍ أرْدَفَ بعضَهم بعضاً يعني: الكسر قال أبو عبيدٍ: وإنما الأرداف أن يحمل صاحِبَه خلفه، ولم نسمع هذا في نعت الملائكة يوم بدرٍ، وإن تأوَّل متأوِّلٌ ذلك بمعنى رادفين لم أحبّه أيضاً، لأنَّ القرآن لم ينزل بهذه اللغة، قال تعالى: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَة} (٣)، ولم يقل المردِفة، و {رَدِفَ لَكُمْ} (٤) ولم يقل: أردف، واختار الفتح، وقال:


(١) الآية ٩ من سورة الأنفال.
(٢) البيت لخزيمة بن مالك، وهو في اللسان (ردف) ١١/ ١٤، والجوزاء تردف الثريا في اشتداد الحرِّ فتتكبد السماء في آخر الليل، فتنقطع المياه وتجفُّ فيتفرق الناس، فتغيب عنه محبوبته، فلايدري أين مضت، ولاأين نزلت.
(٣) الآية ٧ من سورة النازعات.
(٤) الآية ٧٢ من سورة النمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>