للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦ - ويَقْصُرُ ذُرياتٍ مَع فَتْحِ تَائِهِ … وفي الطُّورِ فى الثَّانِي ظَهِيرٌ تَحَمَّلا

٢٧ - ويَاسِينَ دُمْ غُصْنَاً ويُكْسَرُ رَفْعُ أَوْ … ولِ الطُّورِ للبَصْرِي وبالمدِّ كَمْ حَلا

معنى قراءة التوحيد والجمع واحدٌ، لأنَّ لفظ الواحد في الجنس مثل الجمع في الدلالة على الكثرة، ولَمَّا كانت الذرية قد تقع على الواحد كقوله: {هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيةً طَيِّبَة} (١) وإنما سأل ولداً، كما قال: {هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيَّاً} (٢) جاءت القراءة الأخرى بلفظ الجمع مُنَبِّهَةً أنَّ المراد بقراءة التوحيد الجنس كما قال: {مِنْ ذُرِّيَّةِ آدم} (٣)، وكما قال: {وكُنَّا ذُرِّيَّة مِنْ بَعْدِهم} (٤).

قال المتكلمون (٥): ومعنى أخذ الذرية من الظهور: إخراجهم من الأصلاب شيئاً بعد شيءٍ، وأشهدهم على أنفسهم، لأنه ركَّب فيهم العقْل، ونصبَ الدلائل الدَّالة على ربوبيته، فكأنه يقول: ألست بربكم قالوا: بلى، لأنَّ العَقْلَ عند تدبره ونظره في الدلائل كالناطق المقرِّ بالربوبية، قطع بذلك عُذْرَهم لئلا يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، على تقدير ألاّ دلالة ولا إمارة.

وأصحابنا يقولون: إنه خاطبهم بذلك في الأصلاب؛ ووزن ذرية إن قلنا:/ إنه من ذرأ الله الخلق، وإنَّ أصلها ذريئة بالهمز، فأُلزمت همزتها التخفيف فُعِّيْلة، فيكون ذلك حجةً لقوله: كوكب دُرّيء؛ إذ قال أبوعبيدة


(١) الآية ٣٨ من سورة آل عمران.
(٢) الآية ٥ من سورة مريم.
(٣) الآية ٥٨ من سورة مريم.
(٤) الآية ١٧٣ من سورة الأعراف.
(٥) انظر: تفسير الطبري ١٢/ ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>