للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معمر بن المثنى: دريٌّ منسوب إلى الدُّر على فعْلِيٌّ، ولم يهمز لأنه ليس في الكلام اسمٌ على فُعِّيل، وقد حكى سيبويه (١) خلاف ماقال، قال: قد جاء في الكلام فُعِّيل وهو قولهم: مُرِّيق للعُصْفُرِ، وكوكبٌ دُرِّيّ، فذريةٌ على ما ذكرته بمنزلة مُرِّيقة.

وإن قلنا: إنَّ الذرية من الذَّر فوزنها فُعْلِيَّة، أو يكون الأصل ذرَّورةً، ثم قلبت الرَّاء الأخيرة ياءً كما قالوا: دُهْدِيَّة، والأصل دَهْدُوهةٌ ودَهْدَيْتُه أنا أُدَهْدِيه، والأصل دهدهته ثم قلبت الواو ياءً وأدغمت في الياء وكُسِرَ ما قبل الياء فصار ذُريةً، فتكون على هذا فُعلولةً.

وقال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: الذرية ما كان في الحُجُور، ولهذا قرأ في الفرقان بالتوحيد لقوله: {قُرَّةَ أَعين} (٢) لأنَّ الإنسان لا تَقَرُّ عينه بما كان بعده، وقال: الذريات الأعقاب والأنسال، وكذلك أفرد التي في يس وقرأ {ذُرِّيَّتهم في الفُلْكِ المشْحُون} (٣)، كما قال تعالى: {ذُرِّيَّة مَنْ حمَلْنا مَعَ نُوحٍ} (٤)، والظهير الناصر هنا، وهو في الأصل المُعين، و «دم غُصناً» أي: مُشْبِهاً غُصْناً.

«وبالمد كم حلا» للمعنى الذي ذكرته في تفرقة أبي عمرو.


(١) الكتاب ٤/ ٢٦٨.
(٢) الآية ٧٤ من سورة الفرقان.
(٣) الآية ٤١ من سورة يس.
(٤) الآية ٣ من سورة الإسراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>