للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيُّوا بأمرِهِم كَمَا عيَّت بيضتها الحمامه»

و {إذ تتوفى} على تأنيث الملائكة وبالياء، لأنَّ تأ نيثها غيرُ حقيقي، وللفصل، والمُلا جمعُ مُلاءة وقد سبق مثْلُه.

٧ - وبالغَيْبِ فِيها تَحْسَبنَّ كَمَا فَشَا … عَمِيمَاً وقُلْ في النُّورِ فَاشِيهِ كَحَّلا

«كما فشا» كما اشتهر وانتشر، وعميماً منصوبٌ على الحال من الضمير في فشا، لأنَّ المعنى ولا يحسبن المؤمنون الذين كفروا سبقوا، وقيل: الفعل للذين كفروا، والتقدير: أنهم سبقوا فَحَذَف الموصول اكتفاءً بالصِّلة، ومثله: {ومِنْ آيَاتِه يُرِيكم البرق} (١).

وفي قراءة ابن مسعودٍ لأنهم سبقوا، وقيل: وقع الفعل على أنهم لا يُعجزون على أن «لا» صلة، و «سبقوا» حال بمعنى سابقين أي: منفلتين، وقيل: المعنى ولا يحسبنهم الذين كفروا سبقوا، فحذف الضمير لكونه مفهوماً.

قال الزمخشري (٢): «وهذه الأقاويل كلها متمَحَّلة، وليست هذه القراءة التي تفرد بها حمزة بنيِّرَة».

وقد غَلِط في إفراده حمزة رحمه الله بهذه القراءة كما ترى، ومع كونها قراءة أهل الشام، ورواية حفص عن عاصم، فهي قراءة الحسن، وأبي جعفر، وأبي رجاء، والأعمش، وطلحة، وابن محيصن، وابن أبي ليلى، وإلى قوله هذا أشار بقوله: «فشا عميماً»


(١) الآية ٢٤ من سورة الروم.
(٢) انظر: تفسير الكشاف ٢/ ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>