للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - مَعَاً خُفْيَةً في ضَمِّهِ كَسْرُ شُعْبَةٍ … وأَنجَيْتُ للكُوفيِّ أَنجَى تَحَوَّلا

خُفْيَةٌ وخِفْيَةٌ لغتان فصيحتان، وأنجانا لأنَّ قبله تدعوه وهو في مصاحفهم (١) كذلك، وأنجيتنا حكاية ما قالوه في حال دعائه.

١٤ - قُلْ اللهُ يُنْجِيكُم يُثَقِّلُ مَعَهُمْ … هِشَامٌ وشَامٍ يُنْسِيَنَّك ثَقَّلا

التثقيل للتكرير وقبله {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ} (٢) بإجماعٍ؛ والتخفيف لقوله: {لَئِنْ أَنْجنَا} (٣)، وكذلك القول في {يُنْسِيَنَّكَ} (٤).

١٥ - وحَرْفَي رَأَي كُلاًّ أَمِلْ مُزْنَ صُحْبَةٍ … وفي هَمْزِهِ حُسْنٌ وفي الرَّاءِ يُجْتَلا

(٨٠/ أ)

١٦ - بخلْفٍ وخُلْفٌ فِيهما مَع مُضْمَرٍ … مُصِيبٌ وعَن عُثْمَانَ في الكُلِّ قُلِّلا

المزنُ جمع مُزْنةٍ وهي السَّحابةُ البيضاء والمطْرَة، وأراد هاهنا المطر كما قال الشاعر (٥):

ألم تر أنَّ الله أنزل مُزْنَةً … وعُفرُ الظِّباءِ في الكِناس تقمَّعُ

[ونصبه] (٦) على المدح، والعِلْمُ يُشَبَّه بالغيث لأنَّ الأرضَ والقلوبَ بهما تحييان، فكأنه قال: علم صحبة، لأنهم أمالوا فتحةَ الهمزة نحوَ الكسرة لتُصْبِح إمالة الألف التي بعدها وهي منقلبةٌ عن ياء، وأُميلت تنبيهاً على الأصل، ثم أمالوا فتحةَ الرَّاء لإمالة الهمزة بعدها ليكون عملُ اللسان واحداً. «وفي همزه حُسْنٌ» أي: [والإمالة في همزة حُسْنٌ] (٧)، لأنَّ الهمزة تلي الألف فلا بُدَّ من إمالتها لإمالة الألف وليست الرّاءُ كذلك.


(١) المقنع/ ٩٣.
(٢) الآية ٦٣ من سورة الأنعام.
(٣) الآية ٦٣ من سورة الأنعام.
(٤) الآية ٦٨ من سورة الأنعام.
(٥) البيت لأوس بن حجر وهو في اللسان (مزن) ١٧/ ٢٩٣.
(٦) في (ع) [ونصب].
(٧) مابين المعقوفتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>