[المبحث الخامس: أسانيد الباحث المتصلة إلى قصيدة الشاطبية، وكتاب فتح الوصيد.]
لقد اختصت الأمة المحمدية عن غيرها من الأمم الغابرة بنعمة الإسناد الذي يربط خلف الأمة بسلفها، وكانت الإجازة أحد الأوجه الثمانية في التحمل، وبقيت سنةً جارية عند أهل العلم دون انقطاعٍ في ذلك سواء في كتاب الله أو أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ومن إكرام الله عليَّ أني قرأت القرآن بقراءاته العشر بإسنادٍ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
[سندي المتصل بالإمام الشاطبي]
قرأت القرآن من أوله إلى آخره ثلاث مرات على شيخي وأستاذي العلامة المحقق المقرئ الشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله وأمطر على قبره شآبيب رحمته.، وذلك في طيبة الطيبة في المدينة المنورة على ساكنها أزكى الصلاة والسلام.
قرأته مرة برواية حفصٍ عن عاصم إفراداً، ومرة جمعاً بالقراءات السبع من طريق الشاطبية، ومرة بالقراءات الثلاثة من طريق الدرة.
أما القراءات السبع من طريق الشاطبية فقد أخبرني أنه تلقاه عن عدة شيوخٍ متقنين، من أبرزهم المقرئ الكبير الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات، وهو عن المقرئ الشيخ عبدالفتاح هنيدي، وهو عن العلامة المحقق الشيخ محمد بن أحمد المشهور بالمتولي، وهو عن الشيخ أحمد الدري التهامي، وهو عن شيخ قراء وقته الشيخ أحمد بن محمد المعروف بسلمونه، وهو عن شيخه المحقق السيد إبراهيم العبيدي، وهو عن الشيخ عبدالرحمن الأجهوري، وهو عن