للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - إِذَا فُتِحَتْ شَدِّدْ لِشَامٍ وهَهُنَا … فَتَحْنَا وفي الأَعْرَافِ واقْتَرَبَتْ كِلا

التخفيف والتشديد لغتان؛ وفي التشديد معنى التكرير، وإذا فتحت يريد {يَأجُوج ومَأجُوج} (١)؛ وفتحنا في ثلاثة مواضع: هنا (٢)، وفي الأعراف {لفتحنا} (٣)، وفي القمر {فَفَتحنا} (٤) ومعنى «كلأ» حفظ.

٩ - وبالغُدْوَةِ الشَّامِيُّ بالضَّمِّ هَاهُنَا … وعَنْ أَلِفٍ واوٌ وفي الكَهْفِ وَصَّلا

{بالغُدْوة} (٥) هنا، وفي الكهف (٦) كُتِبَتَا بالواو في المصاحف كلها، وقرأها كذلك أبو عبدالرحمن السُّلَمِيُّ، وأبو رجاء العُطَارِدي.

وغدوة اسمٌ/ اشُتُقَّ من غداة وجُعِلَ علماً للوقت والحين كما جُعِلَ زيدٌ علماً للرجل، ولذلك لم يُصرف للعلمية.

قال الفرَّاءُ: سمعت أبا الجراح في غداة يومٍ باردٍ يقول: ما رأيت كغدوةَ يريد غداة يومه، ثم قال: ألا ترى أنَّ العرب لا تضيفها وكذلك لا تُدخلها الألف واللام، إنما يقولون: غداة الخميس، ولا يقولون: غدوة الخميس

فهذا دليلٌ على أنها معرفة، قال سيبويه (٧): زعم الخليل أنه يجوز أن تقول: أتيتك اليوم غدوةً، فجعلها مثلَ ضحوةٍ؛ ويحتج لقراءة ابن عامر بأنَّ العرب قد استعملت فينةً بغير الألف واللام جعلته علماً على الوقت.


(١) الآية ٩٤ من سورة الكهف وغيرها.
(٢) الآية ٤٤.
(٣) الآية ٩٦ من سورة الأعراف.
(٤) الآية ١١ من سورة القمر.
(٥) الآية ٥٢ من سورة الأنعام.
(٦) الآية ٢٨ من سورة الكهف.
(٧) الكتاب ٣/ ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>