للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حكى أبو زيد عنهم: لقيتُه فينةَ فينةَ. غير مصروفٍ، ولقيتُه الفينةَ بعد الفينة أي: الحين بعد الحين، وإنما تَدْخُل الألف واللام في هذا على تقدير الشياع.

قال أبو العباس المبرِّد: هذا كما تقول: جَاءني زيدٌ، و زيدٌ، وزيدٌ. يريد جماعةً اسم كل واحدٍ زيد.

فيقول المجيب: فما بين الزيد الأول والزيد الآخر، وهذا الزيد أشرف من ذاك الزيد؛ وعلى ذلك كانت تثنية المعرفة وجمعُها إذا كانت غيرَ مضافةٍ تخرجها إلى النكرة، لأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يصير من أمةٍ لكل واحدٍ منها مثل اسمه، وتصف زيداً كما تصف النكرة، لأنه يصير معرفةً بما أُضِيف إليه كما قال (١):

علا زيدُنا يوم النَّقا رأسَ زيدِكم … ........................

وقوله: «هاهنا» ليعطفَ عليه قوله: «وفي الكهف» وهو قوله تعالى {واصْبِرْ نَفْسَكَ مَع الذينَ يَدْعُونَ ربَّهم بالغَدوة … } (٢)؛ «وعن ألفٍ واوٌ» [أي] (٣): وثبت له عوضاً عن ألف واو؛ «وفي الكهف وصلا»

يعني ابن عامر؛ ومعنى وصَّل أتبع ذاك هذا، والتوصيل أن تتبع الشيء الشيء.


(١) وهو لرجلٍ من طيئ وتمامه «بأبيضَ ماضي الشفرتين يماني» وهو في الكامل ٣/ ٨٨٥، والمغني برقم (٧٠) وابن يعيش ١/ ٤٤، والدر المصون ٦/ ٤٨٧.
(٢) الآية ٢٨ من سورة الكهف.
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ع)

<<  <  ج: ص:  >  >>