للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن سورة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى سورة الرحمن -عز وجل-

١ - وَبِالضَّمِّ وَاقْصُرْ وَاكْسِرِ التَّاءَ قَاتَلُوا … عَلَى حُجَّةٍ والْقَصْرُ فِي آسِنٍ دَلَا

{قُتِلُوا} (١) أي: أصابهم القتل في بعضهم كقوله: {قُتِل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كثيرٌ فمَا وهَنُوا} (٢) ويدل عليه قوله: {سَيَهْدِيهم ويُصْلِحُ بالَهُم} (٣)، وقاتلوا ظاهر، وقيل: سيهديهم إلى طريق الجنة، على أنَّ قُتِلُوا خاصٌّ بمن قُتِل في سبيل الله، ويقال: أَسِنَ الماءُ يَاسَنُ فهو آسِنٌ إذا تغيَّرَ ريحه وطعْمُهُ، وحكى أبو زيدٍ: أنَّ مِنَ العرب مَنْ يقول: فهو آسِنٌ، وأما الذي يُدارُ برأسه مِنْ أَسَن الماء، فلا يقال فيه إلا فهو أَسِنٌ بالقصر كما قال زهير (٤):

..................... … تميدُ في الريحِ مَيْدَ المائِحِ الأَسِنِ

٢ - وَفِي آنِفاً خُلْفٌ هَدى وَبِضَمِّهِمْ … وَكَسْرٍ وتَحْرِيكٍ وَأُمْلِيَ حَصِّلَا

أي: وفي قصر {آنِفَاً} (٥) خُلْفٌ عن البزي، وهو مذكور في التيسير (٦)، و {أنِفاً} و {آنِفَاً} ظرفٌ بمعنى الساعة، قال الزَّجَّاج (٧): هو من استأنفت الشيء إذا ابتدأته أي: ماذا قال في أول وقتٍ يَقْرُبُ مِنَّا.


(١) الآية ٤ من سورة محمد.
(٢) الآية ١٤٦ من سورة آل عمران.
(٣) الآية ٥ من سورة محمد.
(٤) وصدره: «يغادر القرن مصفرَّاً أناملُه» انظر: ديوانه ص/ ١٢١، واللسان (أسن) ١٦/ ١٥٥.
(٥) الآية ١٦ من سورة محمد.
(٦) التيسير ص/ ٢٠٠. ليس للبزي إلا المد في (آنفاً) وهو الذي ينبغي الأخذ به، وأما القصر فليس من طريق التيسير ولا من طريق الشاطبية، قال ابن الجزري: فلاوجه لإدخال هذا الوجه في طريق الشاطبية والتيسير. النشر في القراءات العشر ٢/ ٣٧٤.
(٧) معاني القرآن للزجاج ٥/ ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>