للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - هُوَ الحُرُّ إِنْ كَانَ الحَرِيَّ حَوَارِيَاً … لَهُ بِتَحَرِّيهِ إِلى أَنْ تَنَبَّلا

سماه حراً لأنه لم تسترقه دنياه ولم يستعبده هواه، وكيف يقع في ذلك مَنْ فَهِم قوله تعالى: {وماالْحَيوةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الغُرُورِ} (١) وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو كانت الدنيا تزِنُ عند الله جناحَ بعوضةٍ ماسَقَى كافراً منها شَرْبةَ ماءٍ» (٢). وقوله -صلى الله عليه وسلم- «ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن» (٣).

قال ابن عيينة: [يستغن به] (٤)، وكذلك قال أبو عبيد، واحتج بقول من دخل على سعد دخلت عليه وعنده متاعٌ رثٌّ فقال قال رسول الله: ليس منا من لم يتغن بالقرآن» قال أبو عبيد: فذكر رثاث المتاع عند هذا الحديث دليل على أنه أراد الاستغناء وليس الصوت من هذا في شيء، وقد قال ابن مسعود: مَنْ قرأ آل عمران فهو غني، وقال: نعم كنز الصعلوك آل عمران يقوم بها آخر الليل.

وفي الحديث: «مَنْ قرأ القرآن فرأى أنَّ أحداً أُعْطِي أفضلَ مما أُعْطي فقد عظَّم صغيراً وصغَّر عظيماً» (٥).


(١) الآية (١٨٥) من سورة آل عمران.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه باب ما جاء في هوان الدنيا على الله -عز وجل- ٤/ ٥٦٠. وقال: صحيح غريب.
(٣) رواه البخاري في فضائل القرآن ٦/ ١٠٧ وأبو داود في سننه ٢/ ٧٤.، واختلف العلماء في تفسير الترجيع في هذا الحديث فذهب البعض إلى ماذكره السخاوي نقلاً عن ابن عيينة، وذهب آخرون وهو الذي رجحه ابن حجر العسقلاني في شرحه فتح البارئ قال: والجمع بين القولين أن يحسن صوته جاهراً به مترنماً مستغنياً عن غيره من الأخبار طالباً به غنى النفس. انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري باب من لم يتغن بالقرآن ٩/ ٧٢.
(٤) مابين المعقوفتين سقط من (ش).
(٥) رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن رافع وهو متروك. مجمع الزوائد ٧/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>