للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الفتح والإمالة بين اللفظين]

١ - وحمزْةُ مِنْهُم وَالكِسَائِيِّ بَعْدَهُ … أَمَالا ذَوَاتِ اليَاءِ حَيْثُ تَأَصَّلا

الإمالة انحرافُ النطق بالحرف الممال عن مخرجه، مأخوذةٌ من أملت الرمح [وشبهه] (١) إذا أزلته عن استقامته، [فلما أشبهت الألف الرمح في استقامته] (٢) وعُوجت عن استقامتها في النطق سُمِّي ذلك إمالة.

والغرض بها تشاكل اللفظ بتقريب الحركات والحروف بعضها من بعض ليتحد عمل اللسان، وهي تنقسم إلى كبرى وصغرى، فالكبرى نهاية انحراف الفم عن الاستقامة إلى الاعوجاج بالحرف الممال، وهي لتميم (٣).

والصغرى متوسطة بين الاستقامة والانحراف، وتسمى بين بين وبين اللفظين، والفتح استقامة النطق بالحرف المفتوح وإخراجه من مخرجه، وينقسم أيضاً إلى أكبر وأصغر، فالأكبر: إستبقاء فتح الفمِّ بالحرف الذي يتعقبه الألف، وليس بأصل في لغة العرب وإنما هو لغة قوم منهم جاوروا الأعاجم كأهل خراسان ومن والاهم فأخذوا تلك العجمة منهم، والأصغر توسط فتح الفم بذلك الحرف حتى يكون بين ذلك الفتح الأكبر وبين الإمالة الصغرى، وهو لغة أهل الحجاز وعليه القراءة.

والفتح هو الأصل ودليله أنك إذا أملت كل مفخم أخطأت، وإذا فخمت كل ممال لم تخطئ، والتفخيم يكون بغير سبب، والإمالة لاتكون إلا


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ت).
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ب).
(٣) وأسد، وقيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>