العلة في إمالة هاء التأنيث أنها تُشبه ألف التأنيث فأميلت كما أميلت (١)، والمشابهة في ثمانية أشياء: الدلالة على التأنيث، والزيادة، والسكون، وفتح ما قبلها في الغالب، والضعف، والخفاء، وإشباع الصوت، والبدل مع تقاربهما في المخرج.
وفي الوقف على هذه الهاء عملان:
أحدهما: تقريب فتحة ما قبلها من الكسرة، والثاني: تقريبها من الياء قياساً على الألف المشبهة بها، وإليه أشار بقوله:«وفي هاء تأنيث الوقوف وقبلها» وقال قوم: بتقريب فتحة ما قبلها من الكسرة لا غير وتَرْكها على ما كانت عليه لنقص رتبة المشبه عما يُشَبَّه به، والأول هو الأقيس.
فأما العشر المستثناة فإنها إذا وقعت قبل هاء التأنيث مُنِعت الإمالة إذ هي مانعة للإمالة مع الألف في كثير من الأحوال، وهي حروف الاستعلاء السبعة والألف والحاء والعين، فأما حروف الاستعلاء فوجهُ منعها موافقتها الفتح ومناسبتها له لأنَّ بعضها تستعلي إلى الحنك الأعلى، وبعضها ينطبق به اللسان عند خروجه فكان الفتح أولى بها من الكسر المخالف لها ليكون ذلك أخف على اللسان لأنه يعمل عملاً واحداً، وأيضاً فإن إمالة هذه الهاء دون إمالة الألف؛ لأنها لا أصل لها في الإمالة فمنع مع ضعفها مالا تمنع الألف لقوتها من الإمالة.
(١) أمال الكسائي الهاء والحرف الذي قبلها وهذا مذهب الشاطبي ومن تبعه، وذهب آخرون أن الإمالة في الحرف الذي قبل الهاء.