للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى كما هي في اللفظ فيضم كما يضم المنادى المفرد، وهي لغة عربية حكاها الكسائي، والفرَّاء، قال: هي لغة بني أسد يقولون: «أيُّهُ الرجل أقبل»؛ وذلك أنهم شبهوا هذه الهاء بهاء الضمير فضموها، وكذلك حركوا هاء السكت تشبيهاً بهاء الضمير، وأسكنوا هاء الضمير تشبيهاً بهاء السكت؛ وفي قراءة ابن عامر تحريك هاء السكت وقوَّى ذلك موافقةُ الرسم، وأجاز صاحب القصيد «ضمُّ ابن عامر» بالرفع على الابتداء، «وضمَّ ابن عامر» على أنه فعل وفاعل، والمرسوم مبتدأ، وفيهن الخبر، و «أخيلا» منصوب على الحال، والتقدير: والمرسوم استقر فيهنَّ. «أخيلا» أي: مشبهاً بذلك، والأخيل الحبرة اليمنية شبَّه الرسم بها.

٩ - وَقِفْ وَيْكَأَنَّهْ وَيْكَأنَّ بِرَسْمِهِ … وباليَاءِ قِفْ رِفْقَاً وَبِالكَافِ حُلِّلَا

يقول: قف للجميع على النون في {وَيْكَأَنَّ} (١) وعلى الهاء في {ويْكَأَنَّه} (٢) برسمه لأنه كذلك رسم، وقد روي عن الكسائي من طريق الدوري وغيره الوقف على الياء، وروي عن اليزيدي عن أبي عمروٍ الوقف على الكاف (٣).

وأشار بقوله: «رفقاً» إلى معنى الوقف على الياء لأنهم انتبهوا ونبَّهوا فقالوا: وي، وهي كلمةٌ يقولها من أظهر الندامة على ما سلف وأقصر عن


(١) الآية (٨٢) من سورة القصص.
(٢) الآية (٨٢) من سورة القصص.
(٣) قال ابن الجزري: لم يروِ أحدٌ ذلك إلا بصيغة الضعف، وأكثرهم يختار اتباع الرسم، و الوقف عندهم على الكلمة بأسرها وهذا هو الأولى والمختار في مذاهب الجميع اقتداءً بالجمهور.
(النشر في القراءات العشر ٢/ ١٥٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>