للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - وَمِنْه وَمِنْ بَيْنَ الثَّنَايَا ثَلَاثَةٌ … وَحَرْفُ مِنَ اطْرَافِ الثَّنَايَا هِيَ العُلَا

«ومنه» أي: ومن طرف اللسان، «ومن بين الثنايا ثلاثة»، وهي: الصاد، والسين، والزاي وعَبَّر عن ذلك غيره، فقال: من طرف اللسان وفويق الثنايا السفلى، «وحرف من أطراف الثنايا» يريد الفاء، وهو من باطن الشفة السفلى، وأطراف الثنايا العليا.

١٤ - وَمِنْ بَاطِنِ السُّفْلَى مَنَ الشَّفَتَيْنِ قُلْ … وَلِلشَّفَتَيْنِ اجْعَلْ ثَلَاثاً لِتَعْدِلَا

«ومن باطن السفلى» تتمة القول في الفاء والشفتين، «اجعل ثلاثاً» وهي الواو، والباء، والميم، والثلاثة تخرج من بين الشفتين.

١٥ - وَفِي أَوَّلٍ مِنْ كِلْمِ بَيْتَينِ جَمْعُهَا … سِوَى أَرْبَعٍ فِيهِنَّ كِلْمَةٌ اوَّلَا

يعني: أنه قد أتى بهذه الحروف على هذا الترتيب المذكور في أوائل كلمات بيتين كل كلمة في أولها حرف منها إلا الكلمة الأولى من البيتين فإنها كلها من هذه الحروف، وهي قوله: «أهاع»، و «أولا» مخفوض بإضافة كلمة إليه، ولكنه لا ينصرف والبيتان.

١٦ - أَهَاعَ حَشَا غَاوٍ خَلَا قَارِئٍ كَمَا … جَرَى شَرْطُ يُسْرَى ضَارِعٍ لَاحَ نَوْفَلَا

١٧ - رَعى طُهْرَ دِينٍ تَمَّهُ ظِلُّ ذي ثَنَا … صَفَا سَجْلُ زُهْدٍ فِي وُجُوهِ بَنِي مَلَا

ومعنى «أهاع» أفزع، والهيعة الشيء المفْزِعُ مِنْ صوتٍ، أو فاحشةٍ تشاع، والحشا ماانضمَّت الضلوع عليه، والجمع أحشاء أي: أفزع حشا.

«غاوٍ خلا قارئٍ» يقال: هو حسن الخلا، وحُلوُ الخلا إذا كان عذب الحديث لطيف الكلام، والخلا أيضاً الرطب يريد حسن قراءة القارئ من جهة خشيته لله تعالى أو أراد الخلا الذي هو الرطب، فيكون من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (١): «مَنْ أحبَّ أن يقرأ القرآن رَطْباً»، ويروى: «غضَّاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أمِّ عَبد».


(١) رواه أحمد في مسنده ١/ ٧، وابن ماجه في سننه برقم (١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>