إنَّ قصيدة الشاطبية غزيرة المادة العلمية، جزلة في العبارة، مشرقة في بلاغتها وبيانها، حلوة في عبارتها، عميقة في أفكارها، بليغة في جملها قد نُظمت على البحر الطويل، وكانت لامية القافية، وقد نظم أولها في شاطبة في الأندلس (١) إلى قوله:
ثم بعد ذلك رحل إلى مصر وأكمل نظم القصيدة فيها، ويلاحظ فيها براعة الإمام الشاطبي، وسهولة النظم، واختيار الألفاظ العذبة، وألبسها ثوباً أدبياً جميلاً متواضعاً، فقال:
ويلاحظ فيها غيرته على كتاب الله وعلى القراءات ورده على النحاة الذين جعلوا النحو ميزانا يَزِنُون القراءات فإذا خالفت قراءة قارئٍ قاعدةً في النحو عندهم طعنوا في هذه القراءة وضعَّفوها فقال:
.............. فلا تلم … مِنْ مُلِيمي النَّحْوِ إِلا مُجَهِّلا
وبالجملة فإن القصيدة تحتوي على علوم كثيرة في القراءات والنحو والبلاغة والأدب والأخلاق وإليك بعضاً من ذلك: