للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به، ولأنَّ قبله ساكناً ففي إدغامه جمعٌ بين الساكنين، [ولأنه إذا أدغم ألبس فلا يُدرى ضمير المخبر من ضمير المخاطب وكذلك في أنت، فليس ضمير المخاطب] (١) المذكر بالمؤنث.

وأما المنوَّن فلأنَّ التنوين قد فصل بين المثلين وهو في حكم حرف فاعتد فاصلاً والدليل على أنه في حكم حرفٍ أنه يلقي عليه حركة الهمز، وأيضاً فإنه جمالٌ وحِلْيَةٌ وُضِعت للتتميم والتمكين والإدغام لعدمه فيقع النقص، وإلى هذا أشار بلفظه المكتسي لما في الكسوة من الجمال.

وأما المشدَّدُ فلأنه بحرفين، وإدغام حرفين في حرف ممتنع، ولو أدغم لانفكَّ الإدغام الذي فيه وانعدم أحد الحرفين.

٧ - وقَدْ أَظْهَرُوا فِي الكَافِ يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ … إِذِ النُّونُ تُخْفَى قَبْلَهَا لِتُجَمَّلا

إنما قوله تعالى: {ومَنْ كَفَرَ فَلا يحزُنْكَ كُفْرُهُ} (٢) فَرُوي إدغامه من طريق الدوري عن أبي عمروٍ، وروى عنه الإظهار، وبه أخذ أبو عمروٍ الحافظ، وعليه عوَّل ناظمُ القصيد، وعلته سكون النون وإخفاؤها قبل الكاف، والإخفاء بين الإدغام والإظهار؛ فلو أدغم لاجتمع إعلالان.

٨ - وعِنْدَهُمُ الوَجْهانِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ … تَسَمَّى لأَجْلِ الحَذْفِ فِيهِ مُعَلَّلا

٩ - كَيَبْتَغِ مجْزُومَاً وَإنْ يَكُ كَاذِبَاً … وَيخْلُ لَكُمْ عَنْ عَالمٍ طَيِّبِ الخَلا

كان ابن مجاهدٍ رحمه الله يظهر {ومَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الإسْلامِ دِينَاً} (٣)


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ع).
(٢) الآية (٢٣) من سورة لقمان.
(٣) الآية (٨٥) من سورة آل عمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>