للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذا متوسطة من أجل لزوم الألف التي هي عِوضٌ من التنوين.

ولا فرق في هذا الضرب بين ألف زائدة أومبدلة من حرف أصلي، ولذلك قال:

«من بعد ما ألف» فأطْلَقَ.

في {تَرَاآ الجمْعَانِ} (١) أربعة أوجه:

وأصله تراءَيَ مثل تفاعَل فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم سقطت حين اتصلت باللام من الجمعان (٢).

فالوجه الأول: أنك تسهل الهمزة بين بين وتميل الراء والألف قبل الهمزة والألف التي بعدها لأنك لما وقفت أعدت الألف المحذوفة لزوال الموجب لحذفها، وأملتها لأنَّ من أصل حمزة إمالة الألف المنقلبة عن الياء، ثم أميلت الهمزة قبلها اتباعاً لها [لأنَّ ماقبل الألف أبداً تابع لها وأميلت الراء والألف اتباعاً] (٣) لإمالة الهمزة فهي إمالة لإمالة، وقيل: بل أُميلت الألف الأولى اتباعاً لإمالة فتحة الراء لأنَّ القراء يؤثرون إمالة ماتقدمته الراء على ما سيأتي في باب الإمالة إن شاء الله تعالى.

وأُميلت الهمزة ثم الألف الأخيرة اتباعاً لإمالة فتحة الهمزة المسهلة فتمدُّ على هذا بعد الراء مدةً مُطولةً في تقدير ألفين ممالين، وتشير إلى موضع الهمزة بينهما تجعلها مسهلة ممالة، كذا روى أبو طاهرٍ وغيره


(١) الآية (٦١) من سورة الشعراء.
(٢) للالتقاء الساكنين.
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>