للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاينصرف، وأنكره سيبويه من قبل أنَّ الجارَّ لا يفصل بينه وبين المجرور، ولا يفرق بين المعطوف وبين حرف العطف، فلا يجوز مررت بزيدٍ في الدار، والبيت عمروٍ.

وقيل: يجوز أن يكون (يعقوب) منصوباً على العطف على موضع إسحاق، وفيه أنك تفصل بين المنصوب والناصب فيصير بمثابة قولك: رأيتُ زيداً، وفي الدار عمراً وهو قبيحٌ للتفرقة.

والوجه هو الأول، [والرفع على الابتداء في أحد قولي سيبويه في هذا ونحوه، والخبر متقدم، أو على أنه مرتفع بالظرف قبله وهو القول الثاني، وإليه ذهب الأخفش واختاره أبو علي (١) (٢).

١٠ - هُنَا قَالَ سِلْمٌ كَسْرُهُ وسُكُونُهُ … وَقَصْرٌ وَفَوْقَ الطُّورِ شَاعَ تَنَزُّلا

سِلْمٌ بمعنى السلام كحِرْمٍ وحَرَام، قال الشاعر (٣):

مررْنا فقُلْنا إنه سِلْمٌ فسلَّمَتْ … كما اكتلَّ بالبرق الغَمامُ اللوائحُ

يعني: أننا سلمنا فردت علينا، وقال: سلام أي: أمري سلام، أو جوابي؛ وقيل يريد سلامٌ عليكم، وهو اسمٌ أقيم مقام المصدر فنصب في قوله تعالى {قَالُوا سَلَمَاً} (٤)، و (كَسْرُهُ) يعني في السين، (وسُكُونُه) في اللام و (قصرٌ) يعني: حذف الألفِ، وهو (٥) مبتدأٌ وما عطف عليه و (شاع تنزلاً) خبره.


(١) الحجة ٤/ ٣٦٦، معاني القرآن للأخفش ٢/ ٥٧٩ وفيه الرفع على الابتداء.
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ع).
(٣) لم أقف على قائله وهو في اللسان (كلل) ١٤/ ١١٦، وتفسير الطبري ١٥/ ٣٨٢، والبحر المحيط ٥/ ٢٤١.
(٤) الآية ٦٩ من سورة هود.
(٥) قراءة حمزة والكسائي هنا والذاريات بكسر السين وسكون اللام والقصر والباقون بفتح السين واللام والمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>