للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتيبة عن بعض العرب والاعتماد بعد ذلك على الأثر؛ فلهذا قال: «دراً لوامعاً»، وانتصابه على الحال.

«وأولى النمل» عني به {أَتُمِدُّونَنِ} (١) كمل أي كمل عدة من أثبتها في الحالين لموافقته لهم وهو يثبتها في الحالين ويُشَدِّد النون قبلها، وقد ذكره في السورة.

٣ - وفِي الوَصْلِ حَمَّادٌ شَكُورٌ إِمَامُهُ … وَجُمْلَتُهَا سِتُّونَ واثْنَانِ فَاعْقِلا

وحجة إثباتها في الوصل دون الوقف شيئآن: أحدهما مراعاة الرسم، والثاني أنَّ الوقف باب تغييرٍ وحذفٍ، ألاترى أن التنوين والإعراب يحذفان فيه وإلى هذا أشار بقوله: «حماد شكور إمامه»، والباقون يحذفون في الحالين، وحجته اتباع الرسم من غير مخالفة له بحال وهي لغة هذيل، وقد قال الفراء: «سمعت العرب تقول: لا أدر ولَعمرِ»، وقال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: هذيل لغتها ترك الياء في الوصل، وأنشد الفرَّاء (٢):

كَفَّاكَ كَفٌّ لا تليق دِرْهما … جوداً وأخرى تُعْطِ بالسيف الدِّما

[والغرض منه مدحه بالجود والغدر] (٣)، وأنشد أيضاً (٤):

ليس تخفى يسارتي قدر يوم … ولقد يُخْفِ شيمتي إعساري

وقال آخر (٥):

وأخو الغَوانِ متى يشأ يَصْرِمْنَهُ … ويكُنَّ أعداءً بُعيد وِداد


(١) الآية (٣٦) من سورة النمل.
(٢) وهوفي الإنصاف لابن الأنباري ص/ ٢١٢.
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ب).
(٤) وهو في الإنصاف لابن الأنباري ص/ ٢١٢.
(٥) البيت للأعشى وهو في ديوانه ص/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>