للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة العنكبوت]

١ - يَرَوْا صُحْبَةٌ خَاطِبْ وحَرِّكْ ومُدَّ فِي النْـ … ـنَشَاءِةِ حَقَّاً وهْوَ حَيْثُ تنَزَّلا

الخطاب لأنَّ قبله: {وإن تُكذِّبوا} (١)، والغيبة راجعة إلى أممٍ في قوله: {فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ} (٢)، أولم يروا يعني الأمم المكذبة، «وحَرِّك» يريد به افتح الشين، «ومُدَّ» أي: ايت بألفٍ بعد الشين والنَّشَاءة والنَّشْأَةُ كالرآفة والرأفة.

٢ - مَوَدَّةً المَرْفُوعُ حَقُّ رُوَاتِهِ … ونَوِّنْهُ وانْصِبْ بَيْنَكُمْ عَمَّ صَنْدَلا

قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي {مَوَدَّةُ بَيْنِكم} (٣) بالرفع والإضافة فهو مرفوع خبراً، لإنَّ وما بمعنى الذي أي: إنَّ الذي اتخذتم من دون/ الله أوثاناً مودة بينكم أي: الأوثان المودة بمعنى المودودة، أو سبب المودة.

ويجوز أن يكون مرفوعاً خبراً لمبتدأ محذوف، وقرأ: {مَوَدَّةً بَيْنَكُم} نافع، وابن عامر، وأبو بكر، والنصبُ على أنه مفعولٌ من أجله أي: لتتوادوا وتواصلوا لأنَّ النحلة سبب الألفة والمودة، أو يكون مفعولاً ثانياً أي: اتخذتم الأوثان سبباً للمودة كما تقول: اتخذت زيداً صديقاً، أو اتخذتموها مودة أي: مودودة.

وقرأ حمزة وحفص {مَوَدَّةَ بَيْنِكُم} بالنصب والإضافة، فالنصب على ما تقدم والإضافة لكل من أضاف على أن يجعل بينكم مفعولاً كما في قوله (٤):

* يا سارقَ الليلةِ أهلَ الدار *

ونصب (بَيْنَكم) على الظرف.


(١) الآية ١٨ من سورة العنكبوت.
(٢) الآية ١٨ من سورة العنكبوت.
(٣) الآية ٢٥ من سورة العنكبوت.
(٤) وهو في الكتاب ١/ ١٧٥، والخزانة ١/ ٤٨٥، وابن الشجري ٢/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>