للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وَعَالِيهِمُ اسْكِنْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ إِذْ فَشَا … وَخُضْرٌ بِرَفْعِ الْخَفْضِ عَمَّ حُلاً عُلَا

أي: أسكن الياء، واكسر ضم الهاء إذ فشيا واشتهر، و {عَلِيهِمْ} (١) اسم فاعل في موضع رفع على الابتداء أي: الذي يعلوهم، قال ابن عباس: أما رأيت الرجل يكون عليه الثياب يعلوها أفضل منها، وقرأ ابن مسعود: (عاليتهم) فهي تعضد هذه القراءة، ويجوز أن يكون {عَالِيَهُمْ} ماضياً وإضافته محضة والمعنى أنَّ الله سبحانه وصف ما أتى مَنْ مات مِنْ الصالحين، وأنهم عَلَتْهم ثياب السندس، كما وصف حالهم في آيةٍ أخرى، فقال: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (٢)، {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٣) ويجوز أن يكون مستقبلاً، فيكون نكرةً لأنه في تقدير الانفصال، إلا أنه اختص بالإضافة فحسن الابتداء به، إذ كان على صورة المضاف الحقيقي.

قال أبو علي (٤): وهو مفرد في موضع جمع ومثله (٥):

إلا إنّ جيراني العشيَّةَ رائحُ … دعتهم دواعٍ من هوىً ومنادِحُ

قال: وفي التنزيل {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا} (٦)، {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ} (٧)، وكأنَّ اسم الفاعل في هذا أُفْرِد من حيث جعل بمنزلة المصْدَر في نحو (٨):

.................... … ولا خارجاً مِنْ فِيّ زورُ كلام


(١) الآية ٢١ من سورة الإنسان.
(٢) الآية ١٦٩ من سورة آل عمران.
(٣) الآية ١٧٠ من سورة آل عمران.
(٤) الحجة ٦/ ٣٥٥.
(٥) لم أهتد إلى قائله وهو في المحتسب ٢/ ١٤٥، والهمع ٢/ ١٨٢، والدرر ٢/ ٢٢٨.
(٦) الآية ٦٧ من سورة المؤمنون.
(٧) الآية ٤٥ من سورة الأنعام.
(٨) البيت للفرزدق وقد تقدم في سورة الأعراف عند البيت رقم (١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>