للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثلةٌ لا تنصرف معرفةً ولا نكرةً، ومَن وقف بألفٍ راعى الرسم، ولأنَّ الفتحة قد تُعْمَدُ بالألف في الوقف، إذ لا يمكن رومُ المفتوح لخفته، فإذا وصل استغنى عن العماد.

وقال بعض المتأخرين: يجوز أن تكون هذه النون بدلاً من حرف الإطلاق، ويجري الوصل مجرى الوقف، أو يكون صاحب القراءة ممن ضرِىَ برواية الشعر ومرَّن لسانه على صرف غير المنصرف، وهو كلامٌ صدر عن سوء ظنٍ بالقرّاء، وعدم معرفة بطريقتهم في اتِّباع النقل.

ومن وقف على (قواريرا) الأول بألفٍ فلأنه رأس آية، فأراد أن يفرق بينه وبين الثاني.

ومعنى قوله: «وبالقصر قف من عن هدى … فلا زكا» أنَّ (فلا) مِنْ فَلَوْتُه أي: ربَّيْتُه، قال الحطيئة (١):

.................. … نجيبٌ فلاه في الرباط نجيبُ

أي: نشأ الواقفُ بالقصر القصرَ «من عن هُدى خُلْفِهِم»، و «عن» هاهنا اسمٌ كالتي في قوله (٢):

................... … مِنْ عَنْ يمينِ الحُبَيَّا ......

أو يكون «فلا» بمعنى فَصَل مِنْ فلوته عن أمه أي: فصلته وفطمته، أو بمعنى تدبر من فليتُ الشعر إذا تدبرته واستخرجت معناه، ثم قال:/ «زكا» ثناءٌ عليه، وقال: «إذ دنا رضى صرفه» لأنه رأس آية.


(١) تمامه: «سعيدٌ ومايفعل سعيدٌ فإنه» انظر: اللسان (فلا) ١٥/ ١٦٢.
(٢) البيت للقطامي وهو في ديوانه ٢٢٨، وتمامه:
فقلت للركب لما أنْ علا بهم … من عن يمين الحبيَّا نظرةٌ قبل
انظر: اللسان منن ١٣/ ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>