للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن سورة العلق إلى آخر القرآن

١ - وَعَنْ قُنْبُلٍ قَصْراً رَوَى ابْنُ مُجَاهِدٍ … رَآهُ وَلَمْ يَأْخُذْ بِه مُتَعَمِّلَا

قال ابن مجاهد: قرأت على قنبل {أَنْ رَأَهُ اسْتَغْنَى} (١) على وزن رَعَهُ، قال: وهي غلط لا يجوز إلا رآه مثل رعاه، وإنما ذكرته لتعرفه من قوله، وكذلك رواه أبو عون عن قنبل، والرواية عنه صحيحة، وقد أخذ له الأئمة بالوجهين.

وعَوَّل صاحب التيسير على القصر (٢)، وقال في غيره: وبه قرأت، وأثبت ابن غلبون وأبوه الوجهين، واختار إثبات الألف، وهي لغةٌ في {رَآهُ}، ومثله في الحذف قول رؤبة بن العجاج (٣):

*وصَّاني العجَّاج فيما وصَّني *

وما كان ينبغي لابن مجاهد إذا جاءت القراءة ثابتةً عن إمامٍ من طريق لا يُشَك فيه أن يردها لأنَّ وجهها لم يظهر له، وقد سبق (٤) في {حاش} (٥) ذكر هذا الحذف ونحوه، وإذا كانوا يقولون: لا أدر في المستقبل الذي يُلْبِسُ الحذف فيه فـ «رآه» أولى.

٢ - وَمَطْلَعِ كَسْرُ الَّلامِ رَحْبٌ وَحَرْفَىِ الْـ … ـبَرِيَّةِ فَاهْمِزْ آهِلاً مُتَأَهِّلَا

قوله: «كسر اللام رحب» أي: واسع غير ضيق، وإنما قال ذلك لأنَّ من انتصر لقراءة الفتح قال: هي لغة أهل الحجاز، وأيضاً فإنَّ ما كان على فَعَلَ يَفْعَلُ فاسم المكان منه والمصدر مَفْعَلٌ بفتح العين، والقياس يقتضي أن


(١) الآية ٧ من سورة العلق.
(٢) التيسير ص ٢٢٤.
(٣) تقدم ذكره في سورة يوسف عند البيت رقم (٨).
(٤) سورة يوسف البيت رقم (٨).
(٥) الآية ٣١ من سورة يوسف.

<<  <  ج: ص:  >  >>