للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون اسم المكان بضم العين لكن ليس في كلامهم مَفْعَلٌ فلم يكن بُدٌّ من فتحه أو كسره، وكانت الفتحة أولى لخفتها، وإن جاء على فَعَلَ يَفْعِل، والمصدر بالفتح، واسم المكان والزمان بالكسر نحو: جلست في مجلسك أي: مكان جلوسك، وأتت الناقة على مصر أي: زمان ذلك، فقياس هذا أنَّ الأصل يطلع في المكان ثم حول إلى الفتح، وقال: مَنْ احتج للكسر بتصحيح هذا إلا أنَّ ثم أشياء تؤخذ من العرب سماعاً من غير قياس، قد قالوا: مطلع للمكان الذي تطلع فيه الشمس.

وقال بعضهم: مطلع في المصدر بالكسر إلا أنَّ الفتح في المصدر أولى لأنَّ الفتح في المصدر قد ثبت لفَعَلَ يَفْعَلُ فكيف لا يكون لِفَعَل يَفْعَلُ.

فمَن قرأ بالفتح فعلى المصدر طلعت الشمس طُلوعاً ومطلعاً، ومَنْ كسر فعلى اسم الزمان أي: إلى وقت طلوع الفجر، و {الْبَرِيئَةِ} (١) بالهمز على الأصل لأنها مِنْ برأ الله الخلق، و {الْبَرِيَّةِ} بالتشديد هو أكثر استعمالاً حتى قال بعضهم استمرَّ الاستعمال على تخفيفه ورفض الأصل، والتخفيف فيه على ما ذَكَرْنا في خَطيَّة.

قال الفرّاء (٢): يجوز أن يكون {الْبَرِيَّةِ} مأخوذةً من البراء هو التراب، و «آهلاً» منصوبٌ على الحال مِنْ مفعول اهمِز، وهو مِنْ أَهَلَ المكانَ فهو أَهِلٌ إذا كان له أهلٌ أي: اهمز ذا أهل لأنَّ له جماعةً يختارونه وينصرونه، ولا تغترَّ بقول أبي عُبيدٍ أنَّ الأئمة على البرية، و «متأهلا» حال من الفاعل في اهمز أي: طالباً أن تكون له أهلاً.


(١) الآية ٦ من سورة البينة وغيرها.
(٢) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>