للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - وتَا تَرَوُنِّ اضْمُمْ فِي الاُ ولَى كَمَا رَسَا … وَجَمَّعَ بِالتَّشْدِيدِ شَافِيهِ كَمَّلَا

{لَتُرَوُنَّ الْجَحِيمَ} (١) مِنْ أراه وهو مبني للمفعول، فأصله لَتُرْأَيُوْنَ مثل تُضْرَبُونَ فألقيت حركة الهمزة على الراء وحذفت الهمزة فصار لَتُرَيُون فانقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فاجتمع ساكنان الألف وواو الجمع فحذفت الألف فصار لَتُرَوْن، ثم دخلت النون الثقيلة لتأكيد القسم فوجب بناء الفعل معها فلزم حذف النون التي هي علامة رفع الفعل، ووجب تحريك الواو لالتقاء الساكنين ولم تحذف لأنها علامة الجمع وقبلها فتحة، ولو كان قبلها ضمة تَدُّلُّ عليها لحُذِفت نحو: {وَلا يَصُدُّنَّكَ} (٢)، و {لَنَقُولُنَّ لِوَلِيِّهِ} (٣) ولَمْ تُحْذَف إذا كان قبلها فتحة لأنه لا يبقى ما يدل عليها مثل: {اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ} (٤)، و {ولا تَنسَووا الْفَضْلَ} (٥)، وأيضاً فقد حذفت الألف قبلها وهي لام الفعل، والهمزة هي عينه، فلو حذفت الواو لصار في الكلمة ثلاثة حذوف، وفي قراءة الفتح الفعل ثلاثي وهو رأى يرى فتعدى إلى مفعول واحدٍ.

وأما {جَمَّعَ} (٦) فقال أبو عبيد: أجمعوا على تشديد {وَعَدَّدَهُ} فيقرأ {جَمَعَ} للتشديد الذي في عدد، ولأنه أكثر من جمع.

وقال أبو الحسن: {جَمَّعَ} أكثر لأنَّ معناه يجمع المال من هنا وهنا، وقال أبو عمرو: {جَمَعَ} خفيف أكثر، وإذا ثَقُل فإنما هو شيءٌ بعد شيءٍ.


(١) الآية ٦ من سورة التكاثر.
(٢) الآية ٨٧ من سورة القصص.
(٣) الآية ٤٩ من سورة النمل.
(٤) الآية ١٦ من سورة البقرة.
(٥) الآية ٢٣٧ من سورة البقرة.
(٦) الآية ٢ من سورة الهمزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>