التسهيل فقال:«وسهل أخا حمدٍ»، ثم قال:«وكم مبدِل جلا»، وذهب إلى أنَّ وَرْشاً يُبدل الهمزة ألفاً جماعةٌ من أهل الأداء ودَوَّنَه الأئمة في كتبهم أيضاً، وقالوا: أبدلها ألفاً خالصةً وأشْبِع مَدَّها لوقوع النُّونِ السَّاكنة بعدها ثم قال:
اعلمْ أنَّ الهمزة تبدل هاءً وذلك كثيرٌ في كلامهم يقولون في إياك: هياك، وفي أرقت: هرقت.
وأتى صواحبها فقلن هذا الذي … منح المودةَ غيرَنا وجَفانا (١)
ثم اعلمْ أنَّ هاء التي للتنبيه تدخل على (ذا)، و (ذان)، و (ألاء)؛ فإذا صحبها الضمير المنفصل فَمِنْ العرب مَنْ يأتي به بعد وهو الأصل فيقول: هذا أنا، وهذا أنت، وهذا هو، وهذان أنتما، وهذان هما، وهؤلاء نحن، وهؤلاء أنتم، وهؤلاء هم، ومنهم مَنْ يُقدِّم الضمير على (ذا) وأخواته فيقول: هاذا، وهاأنتما ذان، وهاأنتم أولاء.
ومِن العرب مَنْ يُدخل هاء التنبيه على المضمر والمبهم معاً فيقول: هاأنت هذا، وهاأنتما هذان، وهاأنتم هؤلاء، فقراءة ابن ذكوان، والبزي، والكوفيين تقتضي أن تكون (ها) للتنبيه لأنهم ليس من مذهبهم أن يفصلوا بين الهمز بألفٍ، وقد مدُّوا هاأنتم فما هي إلا ألف (ها) مُدَّت لهمزة أنتم، وقراءة قنبل وورش تقتضي أن تكون الهاء مبدلةً من همزة.
أما قنبل فقد قرأ بهمزةٍ بعد الهاء، ولو كانت التي للتنبيه لأتى بألفٍ وقرأها كما يقرأ هؤلاء.
(١) نسب في اللسان (ذا) لجميل وليس في ديوانه وهو في رصف المباني ٤٠٣، والبحر ٢/ ٤٨٦، ومغني اللبيب ٣٨٤، والممتع ٤٠٠، وابن يعيش ١٠/ ٤٢.