للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد فارساً وراجِلاً، فهو واحدٌ يُراد به الجمع في الآية، ورجلك بالإسكان يحتمل أن يكون مخففاً من رَجُلك، ويجوز أن يكون جمع راجلٍ مثل: راكِبٍ ورَكْبٍ، وشارِبٍ وشَرْبٍ، و «عُمَّلا» جمع عامِل منصوبٌ على الحال من الضمير في واكسروا.

١٠ - ويَخْسِفَ حَقٌّ نُونُهُ ويُعِيدُكُم … فَيُغْرِقَكُم واثْنَانِ يُرْسِلَ يُرْسَلا

قد سبق القول في مثل هذا وكرَّر نرسل لأنه في موضعين (١).

١١ - خِلافَكَ فَافْتَحْ مَع سُكُونٍ وقَصْرِهِ … سَمَا صِفْ نَآى أَخِّرْ مَعَاً هَمْزُهُ مُلا

خلفك بعدك وخِلافك مثله، قال الشاعر (٢):

عَفَت الدَّيار خِلا فَهم فكأنما … بسط الشواطب بينهنَّ حصيراً

يريد بعدهم، وخلافك أيضاً مخالفتك، وقال ذو الرمة (٣):

له واحفٌ فالصُّلبُ حتى تقطعت … خلاف الثريا من أريك مآرِبُه

أي: بعد طلوع الثريا، و {خِلَافَ رَسُولِ الله} (٤) يحتمل أن يكون بعد خروج رسول الله، أو مخالفة رسول الله.

و نأى مثل: رَعَى هو الأصل، وناءَ مثل: راعَ مقلوب منه، وهما لغتان فصيحتان، وكذلك قالوا: (راء) في (رأى)، قال الشاعر (٥):

وكلُّ خليلٍ راءني فهو قائلٌ … مِنَ اجلك هذا هامةُ اليوم أو غدِ


(١) قرأ ابن كثير وأبو عمرو بنون العظمة في هده الأفعال الخمسة، والباقون بياء الغيبة.
(٢) البيت للحارث الحازمي اللسان (خلف) ١٠/ ٤٣٥. وروايته في اللسان:
عَقب الربيعُ خِلافَهم فكأنما … بسط الشواطب بينهنَّ حصيراً
(٣) وهو في ديوانه ص/ ٦٢، ومعنى واحف والصلب: موضعان يرعى فيهما، تقطعت أي: بعد طلوع الثريا فانقطعت حوائجه من هذا الموضع لأنه يبس مرعاه فتحول إلى غيره.
(٤) الآية ٨١ من سورة التوبة.
(٥) البيت لكثير وهو في ديوانه ١/ ١١١، واللسان (رأى) ١٩/ ١٦، وابن الشجري ٢/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>