للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحاله، قال: ومذهب سيبويه في حتى أنَّ النصب فيما بعدها من جهتين والرفع من جهتين.

تقول: سِرْتُ حتى أدخلها على أنَّ السير والدخول قد مضيا أي: سرت فدخلتها، والوجه الآخر في الرفع على أنَّ السير قد مضى والدخول الآن كما تقول: سرت حتى أنا أدخلُها لا أُمْنع، والنصب بمعنى إلى أن أدخلَها قال: وهذه غايةُ؛ وعلى ذلك قراءة من قرأ بالنصب.

قال: والوجه الآخر في النصب في غير الآية سِرْتُ حتى أدخُلَها أي: كي أدخلها قال: والرفع أبْيَن/ وأوضح معنىً أي: وزلزلوا حتى الرسول يقول أي: حتى هذه حاله لأنَّ القول إنما كان من الزلزلة غير منقطع منها» هذا معنى كلامه.

٦٣ - وَفي التَّاء فَاضْمُمْ وَافْتَح الجيمَ … تَرْجِعُ الأُمورُ سَمَا نَصَّاً وحَيْثُ تَنَزَّلا

سما نصُّه لأنهم عللوا ذلك بأنه قياس على نظائره مما لم يُسَمَّ فيه الفاعل نحو: {تُقْلَبُون} (١)، {وردُّوا إلى الله} (٢)، و {تحشرون} (٣) وشبهه فنبَّه بقوله: «سما نصا» على أنها ثابتة نصَّاً، ولا وجه لقولهم قياساً على كذا، وكذلك القراءة الأخرى وجهها النقل دون القياس على قوله تعالى: {ألا إلى اللهِ تَصِيُر الأُمُور} (٤)، وقوله: {إلى الله مَرْجِعُكُم} (٥)، والقراءتان بمعنىً واحدٍ لأنَّ الأمور إذا رُجِعت رجعت وهي في معنى يَدخلون ويُدخلون.


(١) الآية ٢١ من سورة العنكبوت.
(٢) الآية ٣٠ من سورة يونس.
(٣) الآية ٢٠٣ من سورة البقرة.
(٤) الآية ٥٣ من سورة الشورى.
(٥) الآية ٤٨ من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>