للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب مخارج الحروف وصفاتها التي يحتاج القارئ إليها]

١ - وَهَاكَ مَوازينَ الْحُرُوفِ وَمَا حَكى … جَهَابِذَةُ النُّقَّادِ فِيهَا مُحَصَّلَا

«هاك» من أسماء الأفعال بمعنى خُذ، وهاكما، وهاكم، وهاك، وهاكن، الأصل ها والكاف للخطاب، وتوضع الهمزة موضع الكاف فيقال: ها أهأما، و {هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيه} (١) وهاء وهاءنن، ويجمع بين الهمزة والكاف فتنصرف الكاف على حسب الخطاب، وتثبت الهمزة مفتوحةً في جميع الأحوال.

و «موازين» الحروف المخارج التي إذا أخرجت منها لم يشارك صوتها شيءٌ من غيرها فهي تميزها وتُعَرِّف مقدارها كما يفعل الميزان، [والجهابذة جمع جِهْبِذ، وقد سبق تفسيره في سورة يوسف] (٢).

٢ - وَلَا رِيبَةٌ فِي عَيْنِهِنَّ وَلَا رِبَا … وَعِنْدَ صَلِيلِ الزَّيْفِ يَصْدُقُ الاِبْتِلَا

«في عينهن» في نفسهن، والريبة الشك، والرِّبا الزيادة يعني أنه أتى بها خالصةً، ولمّا ذكر الموازين ذكر الجهابذة، والعين والربا وذلك كلُّه استعارةٌ حسنةٌ.

[وقوله: «وعند صَليلِ الزيف» أي: ذي الزيف لأنَّ الدرهم والدينار يعرف جيدهما ورديئهما بصوته، أو أضاف الصليل إلى الزيف لملابسته له، كما أضاف الليل إلى المطيِّ مَنْ قال (٣):

.................. … وما ليلُ المطي بنائم] (٤)


(١) الآية ١٩ من سورة الحاقة.
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ش).
(٣) البيت لجرير وقد تقدم في بداية مقدمة القصيد عند البيت رقم (٢).
(٤) مابين المعقوفتين سقط من (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>