للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - ومَالِ لَدَى الفُرقَانِ والكَهْفِ والنِّسَا … وسَالَ على مَاحَجَّ والخُلْفُ رُتِّلا

إنما حجَّ وغلب لأنه وقف على ما ولم يقف على اللام الخافضة التي لا تجيز النحاة الوقف عليها، ومَنْ وقف على اللام اتَّبع الرسم لأنها رسمت في هذه المواضع الأربعة، فمال هكذا، واختلف عن الكسائي فروي عنه الوقف على ما وعلى اللام، ووقف الباقون على اللام (١).

٧ - وَيَأيُّهَا فَوقَ الدُّخَانِ وَأَيُّهَا … لَدَى النُّورِ وَالرَّحْمَنِ رَافَقْنَ حُمَّلا

وقف الكسائي، وأبو عمروٍ على هذه بالألف، و «حُمَّلا» جمع حامل أي: رافقن يعني الكلم المذكورة «حُمَّلا» يعني القرَّاء الحاملين لها نقلاً يشير بذلك إلى أنَّ أبا عمروٍ والكسائي لم يقفا بالألف لأنها الأصل فأوجبت العربية ذلك بأنَّ ذلك وإن كان صحيحاً فإنما اتَّبعا في ذلك النقل والعربية بعد ذلك شاهدة له، لأنَّ الوقف بالألف ينبه على الأصل، وإنما حذفت في الوصل لالتقاء الساكنين، فإذا وقفت رجعت لأنَّ مسقطها قد زال، ومَنْ وقف بغير ألف اتبع الرسم لأنَّ هذه المواضع الثلاثة كتبت بغير ألف، ويعتذر أبو عمرو والكسائي عن ذلك لأنها رسمت على الوصل لا على الوقف.

٨ - وفي الهاءِ عَلَى الإِتْبَاعِ ضَمَّ ابنُ عامرٍ … لَدَى الوَصْلِ والمرْسُومُ فِيهِنَّ أخْيَلا

قرأ ابن عامر {أَيُّه المُؤْمِنُون} (٢) والموضعين (٣) بعده بضم الهاء في حال الوصل اتباعاً لضمة الياء لأنه لما حذفت الألف بعدها قدرت الهاء طرفاً في


(١) أجاز ابن الجزري الوقف على كلٍ من ما واللام في هذه المواضع لجميع القراء. والوقف على ما أو على اللام إنما هو وقف اختباري أو اضطراري وليس اختيارياً.
(النشر في القراءات العشر ٢/ ١٤٥)
(٢) الآية (٣١) من سورة النور.
(٣) الموضع الأول في سورة الزخرف آية (٤٩)، والثاني في الرحمن آية (٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>