للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الرابع: رحلاته وذكر شيوخه وترجمة أشهرهم.]

رحل إلى مصر ولازم الإمام الشاطبي، وأخذ عنه القراءات، وروى عنه قصيدته بعد أن أجازه بها، وكانت إجازته في آخر شعبان سنة أربعٍ وثمانين وخمسمائة، وكان عمر الإمام السخاوي سبعةً وعشرين عاماً، يقول الإمام الشاطبي في نصِّ الإجازة (١):

«بسم الله الرحمن الرحيم: يقول أبو القاسم بن فيرُّه بن أبي القاسم بن أحمد الرُّعيني ثم الشاطبي: إنَّ صاحبه أبا الحسن علي ابن الشيخ الصالح أبي عبدالله محمد بن عبد الصمد السخاوي عرض عليه قصيدته التي عملها في مذاهب الأئمة الأمصار. وقد أذنت لصاحبنا المذكور أن يرويها عني ويُرَوِّيها من أحب لمن أحب ثقةً بعلمه لها وفهمه فيها على حسن ما أخذته عليه، والله تعالى يجعل ذلك كله وُصلةً إلى ما يحبه ويرضاه، ويعين جميعنا على ما يقرب في دنياه وأخراه، ويجعلنا ممن يغبط في حمل العلم ونشر مَراحه ومغداه، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وكتب أبو القاسم المذكور في آخر شعبان الذي من سنة أربعٍ وثمانين وخمسمائة».

قلت: ويعد الإمام السخاوي أقرب تلميذٍ لشيخه الإمام الشاطبي، بل خليفته من بعده.

رحل إلى الإسكندرية، وأخذ عن الإمام المحدث أبي طاهر السلفي، ثم رحل إلى الشام واستقر فيها إلى حين وفاته فالتقى بالشام بشيخ قرائها بتاج الدين الكِنْدِي المقرئ النحوي فقرأ عليه.


(١) مختصر الفتح المواهبي ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>