للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - وَفِيمَهْ وَمِمَّهْ قِفْ وَعَمَّهْ لِمَهْ بِمَهْ … بِخُلْفٍ عَنِ البَزِّيِّ وَادْفَعْ مُجَهِّلا

اعلمْ أنهم حذفوا ألف ما الاستفهامية التي دخل عليها حرف الجر ليفرقوا بين الاستفهام والخبر، فيفرقوا بين قولهم: أجبت عما سألت، وبين قولهم: عم تسأل، وبين قوله: {فِيمَ أَنْتَ} (١)، وقوله: {فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (٢)، و {مِمَّ خُلِق} (٣)، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} (٤)، و {لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} (٥)، و {بِمَ يَرْجِع المُرْسَلُون} (٦)، وشِبْهُ ذلك.

فإذا وقفت أوجب الوقف إسكان الميم فكره بعض العرب إذهاب الفتحة في الوقف لدلالتها على الألف المحذوفة فألحق هاء السكت حرصاً على بقاء الفتحة الدالة على الألف، وأيضاً فإنَّ الإسكان إخلالٌ بالكلمة لأنها كانت على حرفين فحذف أحدهما وبقي الآخر فأسكن فبقيت الكلمة على حرفٍ واحدٍ ساكنٍ، وهذا إخلال وإنما قويت بالهاء لتبقى الحركة فيقوى الاسم بها وبدلالتها

على المحذوف، واستغنى عنها في الوصل لأنَّ الميم متحركة، وعلى إلحاقه الهاء أنشدوا قول الشاعر:

صاحَ الغرابُ بِمَهْ … بِالبَيْنِ مِنْ سَلَمَهْ

ما للغرابِ وَلِي … فَضَّ الإلهُ فَمَهْ

صاحَ الغرابُ بِنَا … في ليلة شَبِمَهْ (٧)


(١) الآية (٤٣) من سورة النازعات.
(٢) الآية (٣) من سورة الزمر.
(٣) الآية (٥) من سورة الطارق.
(٤) الآية (١) من سورة النبأ.
(٥) الآية (٤٣) من سورة التوبة.
(٦) الآية (٣٥) من سورة النمل.
(٧) لم يعرف قائله وهو في جامع البيان لأبي عمروٍ الداني ٣/ ٩٣٩. ومعنى شبمه: ليلة باردة.

<<  <  ج: ص:  >  >>