للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن سورة الروم إلى سورة سبأ

١ - وَعَاقِبَهُ الثَّانِي سَمَا وَبِنُونِه … نُذِيقُ زَكَا لِلعَالَمِينَ اكْسِرُوا عُلَا

يجوز أن يكون و (عاقبةٌ) الثاني إلا أنه حذف التنوين كما قال (١):

.............. وتُلْقي … عن خِدامِ المليحةُ الحسناءُ

ويجوز أن يكون مضافاً أي: وعاقبة الموضع الثاني، لأنَّ قبله: {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة} (٢)، والخلاف إنما هو في قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَئُوا السُّوأى} (٣)، والسُّوْءَى والحسنى تأنيث الأسوأ والأحسن،/ ومَنْ رفع عاقبة، فلأنها اسم (كان) والسوءى الخبر، ومَنْ نصب جعلها الخبر، والسوءى الاسم والمعنى ثم كان عاقبتهم، لأنهم قد سبق ذكرهم، إلا أنه وقع المظهر موقع المضمر للعقوبة التي هي أسوأ العقوبات وهي جهنم.

و {أنْ كَذَّبُوا} (٤) بمعنى لأنْ كذبوا، ويجوز أن تكون أن المفسِّرة كأنه فسَّر أساءوا بأنْ، فالمعنى أي: كذَّبوا، ويجوز على قراءة مَنْ رفع (عاقبة) أن يكون أساءوا السوءى أي: فعلوا الخطيئة السُّوءى، وأن كذبوا عطف بيان، وخبر كان محذوف إرادةَ الإبهام ليذهب الوهم إلى كلِّ مكروهٍ، وقال: {كان} ولم يقل: كانت، والعاقبةُ أو السوءى الاسم، لأنَّ العاقبة بمعنى


(١) البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات وهو في ديوانه ٩٦، وأمالي الشجري ١/ ٣٨٣، والإنصاف ٦٦١، وتمامه:
تذهل الشيخ عن بنيه وتُلْقي … عن خِدامِ المليحةُ الحسناءُ
(٢) الآية ٩ من سورة الروم.
(٣) الآية ١٠ من سورة الروم. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو (عاقبة الذين) الثاني بالرفع، والباقون بالنصب.
(٤) الآية ١٠ من سورة الروم.

<<  <  ج: ص:  >  >>