للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أجل العبارة عنه بالإشمام، وقد ذكرت مراد القرَّاء بهذه التسمية وغيرها [والغرض بهذا الإشمام الذي هو حركةٌ مركبةٌ من حركتين ضمةٍ وكسرةٍ الدلالة] (١) على هاتين الحركتين في الأصل.

أما الضمة ففي الفاء، وأما الكسرة ففي العين، لأنَّ الأصل فُعِلَ مبني لما لم يُسَمَّ فاعله، كما أنَّ الحركة الممالة من الفتحة والكسرة، فلما كان هذا الإشمام دالاً على الأصل صارت الكلمة كأنها منطوق بها على أصلها من غير تغيير، فلذلك قال: «لتكملا». ومَنْ أخلص الكسر فللياء التي بعده، إذ لاتجد ياءً ساكنةً قبلها ضمة، ومن غاير جَمَع بين اللغتين.

٤ - وَحِيلَ بِإِشْمَامٍ وَسِيقَ كَمَا رَسَا … وَسِيءَ وَسِيئتْ كَانَ رَاويِهِ أَنْبَلا

قوله: «كما رسا» أي: كما استقر في النقل وثبت. وقوله: «كان راويه أنبلا» لأنه قد اتفق عليه إمام المدينة، وإمام الشام، وإمام النحو والقراءة الكسائيُّ، ومعناه: كان راويه نبيلاً، يعني مَنْ ذكرتُه.

٥ - وهَاهُوَ بَعْدَ الوَاوِ وَالفَاْ وَلامِهَا … وَهَاهِي أَسْكِنْ رَاضِياً بَارِدَاً حَلا

قوله: «أسكن راضياً بارداً حلا» أشار به إلى أنَّ هذه الأحرف التي هي الواو والفاء واللام في نحو: (وهو)، (وفهو)، و (لهو)، وكذلك (هي) قد عُدَّت لكونها لاتقوم بنفسها كأنها من نفس الكلمة، فخُفِّفَت الكلمة بالإسكان/ كما خُفِّفَ عَضْدٌ وكِتْف ونحوه، فارض بهذا الاحتجاج ودَعْ قولَ من فرَّق بين هو، وهي، فأسكن في (فهو) لثِقَلِ الضم، ورآه أحسن من الإسكان في (فهي) (٢) لكون الكسر أخف.


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ش).
(٢) قرأ بإسكان الياء في الوصل: قالون، وأبو عمرو البصري، والكسائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>