للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعناه: اللهم استجب، «وأمنا» أي: وهب أمناً للأمين فهو الموثوق به ويقال له: الأمان أيضاً، والسر ضد العلانية، والسر من كل شيء: الخالص، وإياه أراد هاهنا: أي: للأمين بخالصها بما فيها من الفوائد المتخيرة، وأمانته اعترافه بذلك، وإذاعته ما أبرأه منه، والأمون: الناقة القوية [الخلق] (١)، كأنه أمِن منها العثور لأنها إذا كانت كذلك صبرت (٢)، ولم تعلق أي: يكون فيها براءة من ذلك، أو خطأ كهذه الناقة في صبرها لما تتحمله من الإعياء، وإنما يقول ذلك هاضماً لنفسه.

٧٤ - أَقُولُ لِحُرٍّ وَالمَرُوءَةُ مَرْؤُهَا … لإخْوَتِهِ المِرْآَةُ ذُو النَّورِ مِكْحَلا

روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إنَّ أحدَكم مرآةُ أخيه فإذا رأى شيئاً فَلْيُمِطْهُ» (٣)، وقال بعضهم:

صديقيَ مرآةٌ أُميطُ به الأذى … وعَضْبٌ حُسامٌ إن مُنِعْتُ حُقوقِ

فإنْ ضاقَ أمرٌ أو ألمَّتْ مُلِمَّةٌ … لجأتُ إليه دون كلِّ شقيقِ (٤)

يعني: أنه يريد عيوبَه فيصلحها كما يستفاد ذلك من المرآة، والمكحل، المكحال: الذي يكتحل به، وكل ما كان من الالآت/ التي تستعمل فعلى مِفْعَل، ومِفْعَلَة بكسر الميم مثل: مِقْلَم، ومخرز، ومِقْطع، ومِرْآة، ومطرقة، ومِصْرعة، ومِرْفقة إلا ماشذَّ (٥) عن ذلك نحو: مُدْهن، ومُسْعُط، ومُنْخل، ومُنصُل، وجمع مِرْآة مَرَاء ومَرَايا، ونصب مكحلاً على الحال أي: منوراً مشبهاً ذلك.


(١) مابين المعقوفتين زيادة من (ب).
(٢) في (ب) [صبرت الفتور].
(٣) رواه الترمذي في سننه ٤/ ٣٢٥.
(٤) لم أقف عليهما.
(٥) انظر: شرح الشافية ١/ ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>