للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وضُمَّ كِفَا حِصْنٍ يَضِلُّوا يَضِلُّ عَنْ … وأَفْئِيدةً بالياءِ بِخُلْفٍ لَهُ وَلا

{وجَعَلُوا للهِ أَنْدَادَاً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيل الله} (١)، وفي الحج {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ الله} (٢)، وفي لقمان {مَنْ يَشْترِي لهوَالحدِيثِ لِيُضِلَّ} (٣)، وفي الزمر {وجَعَلَ للهِ أَنْدَادَاً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} (٤) الضمُّ فيهن، والفتح على أضلَّ وضَلَّ (٥).

ووجه الفتح أنَّ الضَّلال لمّا كان حاصلاً عن اتخاذ الأنداد، وعن الإعراض في قوله: {ثَانِيَ عِطْفِهِ}، وعن اشتراء لهو الحديث أشبه العَرَض الذي هو نتيجة الفعل في قولك: قمت لتكرمني.

والكفا النظير والمِثْل أي: ضم مماثلاً لحصنٍ،/ وأفئدة بزيادة الياء قرأ بها أبو عمروٍ على أبي الفتح، قال: وكذلك نصَّ عليه الحلواني عنه، وذكر أبو الفتح في كتابه في قراءة السبعة وروى هشامٌ وحده عن ابن عامرٍ {فاجعل أفئيْدة} (٦) بياءٍ ساكنةٍ بعد الهمزة (٧)، وهذه القراءة وجهها الإشباع، والإشباع أن يزيد في الحركة حتى تبلغ بها الحرف الذي أخذت منه.

والغرض بذلك الفرق بين الهمزة والدَّال، لأنهما حرفان شديدان، والوَلاء مصدر وَلِيَ وَلاءً.


(١) الآية ٣٠ من سورة إبراهيم.
(٢) الآية ٩ من سورة الحج.
(٣) الآية ٦ من سورة لقمان.
(٤) الآية ٨ من سورة الزمر.
(٥) قرأ ابن عامر ونافع والكوفيون بضم الياء في هذه المواضع وغيرهم بالفتح.
(٦) الآية ٣٧ من سورة إبراهيم.
(٧) وجهان لهشام: الأول بياءٍ ساكنة بعد الهمزة، والوجه الثاني كبقية القراء من غير ياءٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>