للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

...................... … ........... له أرقان (١)

وفي أَعْطَيْتكِهِ فبقيت [الياء] (٢) على ما كانت عليه من الكسرِ.

قال: فإذا كانت هذه الكسرة في الياء على هذه اللغة وإن كان غيرها أشيعَ منها وعَضَدَها من القياس ما ذكرنا لم يَجُزْ لقائلٍ أن يقول: إنَّ القراءة بذلك لَحْنٌ» اهـ.

وهذا معنى قوله: «كها وصل»، ومعنى «أو/ للساكنين» يريد بذلك وجهاً آخر وهو أن يُقدِّر سكون ياء الإضافة وقبلها ياءٌ ساكنةٌ فتحركها بالكسر وذلك الأصل في التقاء الساكنين.

فإن قيل: الأصل في حركة ياء الإضافة الفتح، وإنما [أُسْكِنت] (٣) للتخفيف، فإذا احتجنا إلى تحريكها فبحركة الأصل كما قالوا: عصايَ لا سيما مع استثقال الكسر في الياء واجتماع الكسَرَات في هذه الكلمة، وهذه حجة القراءة الأخرى.

فالجواب: أنَّ الياء الأولى جَرَتْ مَجْرَى حرفٍ صحيحٍ للإدغام فكأنَّ الثانية وقعت ساكنةً بعد حرفٍ صحيحٍ ساكنٍ فَحُرِّكَت بالكسر على أصل التقاء الساكنين، وأيضاً فإنَّ ياء الإضافة لمّا أُدْغِمَتْ فيها الياء التي قبلها اختلطت بالاسم فصارت كبعضِ حروفهِ، وقَوِيَت بالإدغام فأشبهت الحروف الصحاح فاحتملت الكسر، وإنما الكسر مستثقَلٌ إذا خفَّت وانكَسَرَ ما قبلها، ألا ترى أنَّ الياء المشددة جَرَتْ عليها حركاتُ الإعرابِ وما ذاك إلا لإلحاقهم إياها بالحروف الصحاح.


(١) وهو في الخصائص لابن جني ١/ ٣٧١، وفي الخزانة ٣/ ١١٢. وتقدم في أول القصيد في باب هاء الكناية البيت رقم (٣).
(٢) في (ع) [الهاء].
(٣) في (ع) [سكنت].

<<  <  ج: ص:  >  >>